أحمد على

تحرير الجنود ومنطق التعرف والاستقبال والاحتفال

الجمعة، 24 مايو 2013 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعامل مع ما يحدث فى سيناء بمنطق التعرف سواء من المواطنين والإعلام والحكومة هو غياب للادراك لأن منطق التعرف ينطبق على الخارج، وليس الداخل بمعنى التعرف على دول أخرى وثقافات أخرى، وليس التعرف على مناطق داخل حدود الدولة نفسها ومواطنين يعيشون فيها لأننا بذلك نتحدث عن عزل سيناء والتعامل معها أنها أرض بلا صاحب.

فالقصة أن مواطنون مصريون خارجين على القانون قاموا باختطاف مجندين مصريين على أراض مصرية، الأمر كله داخل حدود الدولة المصرية وبالتالى منطق الاستقبال للجنود يعنى أنهم كانوا عائدين من دولة أخرى، فالاستقبال دائما يكون للعائدين من الخارج أيضا وليس للمنتقلين من داخل حدود الدولة نفسها.

أما منطق الاحتفال هو دائما مرتبط بالإنجاز والنصر وبالتالى هل تحرير المجندين المصرين من قبل مواطنين مصريين خارجين على القانون داخل الأراضى المصرية إنجازا أصلاً، هذا الاحتفال حقيقةً إثبات شىء خير موجود، بمعنى أنه لا يوجد إنجازا يذكر وهو بمثابة إجابات على سؤال خطأ، أنا لا أقلل من المجهود الذى بذل من أجل عودة المجندين سالمين دون قطرة دم واحدة ولا أنكر دور الرئيس والجيش والشرطة وأجهزة المخابرات ولكن فى حقيقة الأمر هى أدوار وظيفية طبيعية لهم بحكم المسئولية الواقعة عليهم الناتجة من سلطاتهم، ولكن الحديث عن الحكمة المبالغ فيها عن عودة المجندين دون قطرة دماء بهذا الشكل الذى يحسبه البعض إنجازا مرا مخزيا، بعبارة أخرى تحرير الجنود سيظل ناقصا طالما أن المجرمين الخاطفين مجهولين لا نعرف عنهم شيئا، من حق المواطنين معرفة من قام باختطاف المجندين السبعة، ومن قتل الستة عشر مجنداً فى رمضان الماضى ومن اختطف 3 ضباط شرطة فى إبريل 2011.

من حق الشعب المصرى أن يعرف وبكل شفافية شروط المفاوضات التى دارت مع خاطفى الجنود وما هى خطة الرئيس والحكومة الفترة القادمة لمعالجة الوضع الأمنى فى سيناء، وهنا أتحدث على الحلول الأمنية والعسكرية متوازيا معها الحلول التنموية لأن أهلها محرومين من الحد الأدنى من التنمية، بعبارة أخرى من حق الرأى العام المصرى أن يعلم ماذا يجرى فى سيناء؟ وكيف سيتم التعامل مع الفراغ الأمنى هناك؟ وما هى الخطة التنموية المتكاملة وفى أى مدى يمكن تحقيقها؟

ما يحدث فى سيناء بشكل موضوعى هو نتاج تراكم إهمال النظام السابق فى سيناء، ولكن ماذا فعل الرئيس مرسى بعد توليه الحكم من أجل تنمية سيناء، الحل يكمن فى العمل على التوازى بين الحل الأمنى والعسكرى لأن تحقيق الأمن أولى خطوات التنمية وعمل تنموى حقيقى ينعكس على أهالى سيناء المسلوبة حقوقهم.

لست من المؤيدين لنغمة تقصير الرئيس لأنها حرب على الإرهاب لأن الأزمة فى سيناء معقدة وممتدة ولها أبعاد أخرى تتعلق بنظام قبلى وتداخل عناصر جهادية لقيت من الصحراء ملاذا لها للتدريب والتخريب ما يحدث فى سيناء هو حصاد السنوات السابقة، نحن دائما كما ذكرت نتعامل بمنطق التعرف على سيناء وكأنها الآخر بالنسبة لنا، نتحدث عن سيناء بمنطق الأمن القومى المصرى فقط، دون التعامل مع مواطنيها أن لهم حقوق مشروعة من خلال مواطنة متساوية لأهالى سيناء.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة