جمال أسعد

مصر دولة وليست قبيلة

الثلاثاء، 21 مايو 2013 08:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جماعة الإخوان بعمرها الممتد منذ عام 1928 هى جماعة براجماتية نفعية، لا ترى غير ذاتها لا تسعى لغير مصلحتها، تمارس مبدأ التقية بالرغم من أنه شيعى، تطبق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لا تؤمن بالثورة وإن كانت تدعو لإصلاح، لا تتورع عن أن تنتقل من المبدأ إلى نقيضه مادام هذا يحقق لها مصلحة، اقتربت من كل الأنظمة وتعاملت مع كل العهود ليس بهدف غاية وطنية ولكن بهدف التمكين بطريقة التراكم الزمنى، ولذا فلم يكن هناك مانع من التحاور مع أمن الدولة للحصول على مقاعد فى مجلس شعب 2005، ولم يكن هناك مانع من أن يعلن مرسى عن ترك دوائر لرموز وطنية مثل فتحى سرور وزكريا عزمى، ولا مانع من أن يكون مبارك هو أبو العائلة بالنسبة للمرشد بديع، ولا مانع من أن يترشح الوريث ولكن بشروط، وامتداداً لهذا الخط وجدنا الجماعة ترفض المشاركة فى مظاهرات 25 يناير 2011، ويرفض مندوبها البلتاجى التوقيع على بيان القوى الوطنية، قبل 25 يناير الذى يهاجم مبارك ويدعو لإسقاطه، وبنفس المنطق وبعد نزولهم التحرير بعد التأكد من النجاح لم يكن هناك مانع من الجلوس مع عمر سليمان فى الوقت الذى كانوا يشاركون فيه فى التحرير تحت اسم الثوار، وهنا ولأسباب كثيرة شارك فيها الجميع بلا استثناء، أحزاب جديدة وقديمة وشباب ثورة ومجلس أعلى للقوات المسلحة، فكان هدف الإخوان ومازال يحقق الآن على أرض الواقع هو الوصول إلى السلطة لتحقيق دولتهم أو قبيلتهم، فلا علاقة لهم بالثورة، ولذا فقد قفزوا على الثورة واختطفوا الوطن وسرقوا الدستور وغافلوا الثوار فوصلوا إلى رئاسة الجمهورية، فكان من البديهيات أن بعد ثورة يناير التى يزعمون المشاركة فيها، أن يحققوا أهداف الثورة، ولكن للأسف فقد وجدنا أن مرسى رئيس لا علاقة له بالرئاسة، فلا يملك قراراً ولا يملك قراره، فهو لجماعته وليس للمصريين، يعد ولا يفى، فهو وحكومته وجماعته يفتقدون الرؤية على إدارة الوطن وغير قادرين على تحقيق أى توافق مجتمعى أو سياسى، كما أن جميع مطالب الأحزاب والقوى السياسية يتم تجاهلها من جانب السلطة الإخوانية، نعم اختار أقل من اثنين وخمسين فى المائة من المصريين مرسى اختياراً بين النار والعار، قال إنه مرشح الثورة، ووعد بتحقيق مبادئ الثورة ثم تواضع ووعد بحل خمس مشاكل حياتية فى مائة يوم فوجدنا مئات المشاكل كل يوم، وعد برجوع الأمن فزادت الفوضى الأمنية وضاعت هيبة الدولة، فالشرطة المنوط بها تحقيق الأمن يتم سرقة سيارات قياداتها فى وضح النهار ويتم خطف القيادات نفسها ويتم إرجاعهم بعد دفع الإتاوة، بل وجدنا سيطرة الإرهاب على سيناء فيتم خطف قوات الجيش والشرطة والرئاسة تتفاوض مع الإرهابيين وتطلب حمايتهم، لأنهم تابعون لأهل العشيرة والقبيلة، وجدنا الفقر زاد ويزداد ويلتهم ما فوق الطبقة المتوسطة، المشكلة الاقتصادية تتفاقم فلا رؤية ولا خبرة غير الاستدانة والشحاتة، المشاكل تتراكم حتى إن المواطن قد أصبح يتحسر على أيام مبارك، الفوضى تنتشر والدولة تتفكك وتتشظى، ولا حكومة ولا سلطة ولا رئيس، فهل نترك الوطن يضيع حتى يكمل مرسى مدة رئاسته ويضيع الوطن؟ بالطبع لا، فمصر ستظل مصر، وشبابها المبدع المصابر المناضل هو الأمل، ولذا كان إبداع شباب مصر المستقبل فى حملة تمرد، التى ألهبت حماس الجماهير للتعبير عن رأيهم بطريقة ديمقراطية سلمية مبتكرة تتسق مع القانون والدستور، و«تمرد» تعنى أساساً أنها طريقة موثقة للتعبير ورسالة خطيرة لمن لا يفهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة