محمد إبراهيم الدسوقى

قذائف ياسر برهامى

الثلاثاء، 05 مارس 2013 10:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالها الشيخ ياسر برهامى واضحة جلية: "الإخوان يسعون لأخونة الدولة، وإقصاء كل القوى، ويشوهون التيار السلفى، وأنه يحق للمواطن معارضة الرئيس محمد مرسى وانتقاده، لأنه يربطه تعاقد محدد بمدة وصلاحيات مع الناس". وقبل أن يستفسر أحد عن دافعه لإطلاق هذه القذائف الآن أجاب الشيخ برهامى: "لقد فاض بنا الكيل من أفعال الإخوان".

فالسلفيون ضجوا وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولم يعدوا يقدرون على الكتمان والصبر من كثرة ما وجه إليهم من ضربات ولطمات إخوانية جعلتهم ينفضون عن جماعة الإخوان، بعد أن كانا يقفان فى خندق واحد. وأقدم برهامى على البوح بما تحرج الداعية محمد حسان من البوح به، حينما استقال منذ فترة قصيرة من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التى تحولت إلى أداة يستغلها الإخوان لأغراض سياسية تخدم الجماعة والرئيس مرسى، وانحرفت بذلك عن مسارها فى اتجاه يكتظ بالعيوب وآلاعيب السياسة غير النظيفة.

فالشيخ برهامى كان واضحاً فى موقفه وتصريحاته عن الأخونة، والرغبة فى الاستحواذ والسيطرة، فى أعقاب استقالته من نفس الهيئة، وهو ما أحجم حسان عن التطرق إليه، صونا لمكانة الإسلاميين فى نظر العامة.

على كل فإن شهادة برهامى لها دلالاتها ومغزاها فى هذا الظرف الدقيق الحرج الذى تمر به البلاد بكل ما فيه من تشوهات وعثرات وسفك للدماء، بسبب سوء إدارة الإخوان لشئون الحكم، وتراجعهم عن تعهداتهم السابقة بالحكم بالمشاركة لا المغالبة. غير أن هذه الشهادة خرجت ناقصة، لأنها افتقدت بعض الجوانب المكملة، منها على سبيل المثال بيان أن الخلاف بين السلفيين والإخوان ليس مؤقتا، وانهما سيرجعان لأحضان بعضهما البعض فور تسوية ما تسبب فى تكدير علاقة حليفى الأمس مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب.

فالخلاف بين الجانبين كان يجب إبرازه على أنه ليس هيناً بسيطاً لارتباطه بمستقبل دولة تنهار ويتم تجريفها لتصبح أخوانية قلبا وقالبا، وأن ما فرق بينهما غير متصل بالدين الحنيف، وإنما ببرنامج سياسى يسعى كل طرف لتحقيقه، ولا عيب فى الاقرار بأنهما لم يتوافقا وأن مصالحهما السياسية متعارضة، حتى لا يبدو السلفيين فى موضع يظهرون فيه وكأنهم يكررون خطيئة الإخوان بتوظيف الدين السامى لأهداف سياسية تتنافى مع مقاصده لما يعترها من كذب ونفاق وتدليس. فاللعبة كلها تتمحور حول السياسية ومكائدها وتحالفاتها، إذ أن السلفيين بمواقفهم الأخيرة يبعدون أنفسهم تماما عن سفينة الإخوان المتجهة إلى الهاوية، ويريدون استمالة الشارع لصفهم، حتى ينجحوا فى الفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد مجلس النواب المقبل، ويعلمون أن شعبية الإخوان فى الحضيض، وأن مَنْ يتعلق بهم سيجد نفسه فى القاع وليس القمة.

وأحسب أن السلفيين بلغتهم أنباء تتحدث عن لقاءات فى الإسكندرية جمعت بين قيادات أخوانية ونواب سابقين للحزب الوطنى المنحل، للتنسيق معهم بشأن الانتخابات القادمة ومنع مرشحى النور من الفوز فيها، فسبحان مغير الأحوال، ألم يكن الحزب الوطنى هدفاً لهجمات وغزوات أخوانية فى الماضى واليوم يتردد أنهم يضعون أيديهم فى يده نكاية فى النور؟

وكنت أتوقع استداركاً من الشيخ برهامى يعترف فيه بوقوع عدد من دعاة السلفيين فى خطأ جسيم بتشكيكهم فى دين الذين هاجموا مرسى والإخوان وتكلموا عن مخطط أخونة مؤسسات الدولة مبكرا قبل أن ينتهى شهر العسل بين الإخوان وحزب النور ـ الذراع السياسية للسلفيين ـ وقولهم إن منتقدى الرئيس الإخوانى يقفون على يسار الدين ويعرقلون تطبيق الشريعة بمعارضتهم له.

وأثبتت الأيام والأحداث أن هؤلاء كانوا على صواب، وأنهم لم يكونوا يستحقون هذه المعاملة القاسية من السلفيين الذين يشتكون حاليا مما حذروا منه من مدة طويلة.

ومع هذا فإن عدم اكتمال موقف برهامى لا يقلل من أهميته وشجاعته، وأظنه رسالة لكل من يهمه الأمر بأن مَنْ يتعاون مع المخلصين الحريصين على صالح البلد والمواطنين سيكون الفائز الأكبر دينيا وسياسيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات زقزوق

رجل بلا مبادىء

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن فكري

رجل لكل المبادئ

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد شعبان

يا سلاااااااااام

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

ولو....

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

فعلا شجاعة من ياسر برهامي.. لم يقلها الشيخ حسان

تبا للاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد احمد

اخوان كاذبون

تسلقوا على اكتاف الشريعة للوصول للحكم

عدد الردود 0

بواسطة:

خايف ع البلد

حزب النور محدثين سياسة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

بروتوكلات حكماء اخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد المصرى

هل يوجد :كلمة او وعد واحد من اى اخوانى او الجماعة او مرسى و صدق فية ؟

وعد واحد يا بديع يا بتاع القصاص

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة