محمد إبراهيم الدسوقى

مصر تحت رحمة الشارع

الأربعاء، 27 مارس 2013 11:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدم بالدم
العنف بالعنف
الحصار بالحصار
السحل بالسحل
الترويع بالترويع
التهديد بالتهديد
المولوتوف بالمولوتوف
الحجارة بالحجارة
الفوضى بالفوضى
الهدم بالهدم
القتل بالقتل
الأسرى بالأسرى
الخوف بالخوف
الكراهية بالكراهية
ما سلف بات مع الحسرة والألم يا إخوانى ويا أخواتى فى الوطن المأزوم المنكوب الموشك على الانهيار فوق رؤوسنا جميعا بدون استثناءات، مفرداتنا الأكثر شيوعاً واستخداماً فى حياتنا حالكة السواد، فى وقت ينزلق بسرعة الصاروخ صوب حرب أهلية مقيتة ستحرق الكل، ولن ينفعنا وقتها عض أصابعنا من الندم وقول ياليتنا فعلنا كذا وكذا، ووقائع موقعة المقطم ليست عنا ببعيدة.

فهذه مصطلحات لو تعلمون تليق ببلدين عدوين ينتهزان الفرصة للقضاء قضاء مبرماً على الآخر، فخلافاتنا السياسية بقبحها وشططها حولتنا إلى معسكرين يكره بعضهما البعض لدرجة التحريم، فما بالك بالجلوس والتحاور معا، مصر يا أعزائى الآن تحت رحمة الشارع، فالأحزاب كافة أضعف من ادعاء قدرتها على السيطرة عليه وقيادته، فالعكس هو الصحيح، فالشارع هو الذى يقود الكتل السياسية حاليا، والجميع يلهث للحاق بخطواته وقفزاته السريعة، غير أن الطامة الكبرى التى لا ينتبه إليها من يعارض ويؤيد الحكم الإخوانى أن الشارع يفضل الانفلات والاضطراب.

والمشكلة أنك لا تعرف من الذى يتحكم فى الريموت كونترول، ودعك من قصص البلطجية والفلول وخلافه، فالمسيرات تبدأ هادئة حضارية لا يشوبها شائبة، ثم تنقلب فجأة إلى نار وشرار وعاصفة هوجاء تلتهم ما يصادفها، لترتفع جبال الضغائن والبغض والرغبة فى الانتقام تحت دعاوى معظمها باطلة، ويزيد المشكلة تعقيداً أن أحدا لا يريد الاعتراف بالفشل والتسبب فى سقوطنا فى مستنقع المشاحنات والصراعات، والمزعج أن الإخوان المفترض أنهم يمسكون بزمام السلطة وبيدهم القرار يصرون على الوقوع فى خطأ اختزال عجزهم وقلة خبرتهم فى الإعلام والسياسيين المعارضين لهم.

فلو افترضنا أنه تم إغلاق القنوات الفضائية التى تهاجمهم فى برامجها غدا، وجلس كل الإعلاميين المناوئين للجماعة فى بيوتهم بدون عمل والتزموا الصمت التام، وتوقفت الصحف المستقلة والحزبية عن كشف عورات الإخوان ومواضع فشلهم فى مقالاتها وتغطيتها الإخبارية، هل ستنتهى مشكلات مصر الآنية للأبد وسنعيش فى رغد وبحبوحة، ولن نسمع عن نقص السولار، وزيادة أسعار السلع الأساسية، والبطالة، والقمامة، وانعدام الشفافية، وأخونة مؤسسات الدولة، وعدم وجود وسائل مواصلات عامة صالحة للاستخدام البشرى.. الخ؟
إن عائد وقوع مصر تحت رحمة الشارع لن يكون سوى المزيد من مشاهد الدم والسحل وإحراق المنشآت ومحاصرتها، ولن يرحم البلاد من هذا الوضع المؤلم سوى قوة منظمة تعمل لصالح الوطن، وليس لصالح حزب أو جماعة، وهو الجيش، الذى يعد طوق نجاتنا الوحيد مما نحن فيه، وحينئذ ستعرفون يا سادة فى المعارضة والحكم أنكم كنتم بلاء حل على البلاد والعباد، لقد خذل الجميع مصر وسوف يحاسبهم التاريخ على ذلك ولن يرحمهم فى حكمه عليهم، وجربنا من قبل عناد الحاكم ورأينا ما قادنا إليه، فهل من سبيل ليتعظ أول حكامنا المدنيين المنتخبين ومعه أهله وعشيرته فى الجماعة وبعض أرباب المعارضة ويتقون الله فينا أم أنهم ينتظرون رفع راية الخراب على مصرنا الغالية ومتابعة صراعهم على كرسى السلطة الزائل؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة