محمد منير

"مش" كله عند الصحفيين ثورة

الجمعة، 15 مارس 2013 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اندهشت "مش" كثيراً من بعض الصحفيين الذين نشروا على الفيس بوك انتقاداً للنقابة، لأنها استعانت بالشرطة لحماية يوم انتخابات التجديد النصفى.

والذى قلل اندهاشى أن هذا الموقف العجيب هو الموقف السائد الآن، فكسر النظام والصريخ والعويل والتظاهر والإضراب بغير سبب أصبحوا فعلا ثوريا!!
منذ عدة أعوام وفترة النظام المباركى.. حدث أن حاصرت الشرطة النقابة، وقامت بمراجعة كارنيهات الصحفيين قبل دخول المبنى، ويومها تصدينا بشدة ومنعنا هذا الإجراء واعتبرناه تدخلاً فى شئون النقابة، لأن الشرطة فى ذلك الوقت كانت تقوم بهذا الفعل بغرض فرض قيود على النقابة التى كانت قلعة نضال ومعارضة للنظام المستبد السابق.

ولأن الأمور والأحداث تحسب بمحتواها وليس بمشاهدها الخارجية، فالأمر اختلف الآن، وبصرف النظر عن طبيعة السلطة الآن، فإن تدخل الشرطة بناء على طلب النقابة لحماية انتخابات التجديد النصفى هو أمر محمود وفى صميم عمل الشرطة كجهاز أمنى يضمن الحماية لكل فئات المجتمع لحظة الخطر.. ولحظة الخطر يا زملاء هى ما حدث الأسبوع قبل الماضى من اعتصام البعض من غير الصحفيين بمبنى النقابة والاعتداء بالإهانة والضرب على الزميل ممدوح الولى نقيب الصحفيين بحجة الانتصار لأسرة الشهيد الحسينى أبو ضيف.. وبصرف النظر عن موقف "الولى" من قضية الحسينى أو قضايا أخرى، فإن الهمجية والبلطجة التى تعامل بها هؤلاء استلزمت الاستعانة بالشرطة كجهاز أمنى لردعها، طالما لم يحترم هؤلاء المبنى والصحفيين.

كما إنه شىء مقزز استغلال الموتى فى مصالح شخصية ضيقة، هذا ما حدث مع الشهيد الحسينى أبو ضيف، وصدقونى الشكل الاستعراضى والاحتجاجى المفتعل الذى تدار به قضية الحسينى المقصود به مصالح البعض من المستغلين للقضية (لا أقصد بالطبع كل المتضامنين) وتضر بقضية الحسينى، لأننا لو ركزنا فى الأحداث سنجد أن هؤلاء المدعين التضامن مع الشهيد الحسينى لم يتخذوا أى إجراء صحيح لنصرته والحصول على حقوقه والأمر يختلف عن ما حدث مع الشهيد "محمد الجندى" لأن زملاء "الجندى" ركزوا بإخلاص فى قضيته فاستطاعوا الحصول على التقارير فى موعدها واتخاذ الإجراءات اللازمة.. والفرق هنا هو الفرق بين من يتعاطف مع قضية الشهيد ومن يستغلها و"يتمنظر" بها.

الأدوات النضالية والاحتجاجية سلاح ذو حدين، إذا ما استخدمت فى غير مناسبتها أصبحت سلاحا سلبيا وفوضى.

أتذكر قول الشاعر نجيب سرور "إذا ما أصبح عذاب الموتى سلعة أو أحجبة أو أيقونة.. فعلى العصر اللعنة والطوفان قريب".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة