عبد الرحمن يوسف

الطريق إلى الحكم

الخميس، 14 مارس 2013 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الطريق إلى الحكم طويل، حتى فى الأنظمة الديمقراطية، ويبدأ دائما من الأسفل، أى أنه يبدأ من النزول للناس، وليس من الظهور فى التلفاز، ويبدأ من اتحادات الطلبة والمحليات والعمل الاجتماعى والخيرى «سائر أشكال العمل العام»، وينتهى بالبرلمان والرئاسة.
هذا الطريق يمر أحيانا بالسجون، ويسقط فيه شهداء، ويمر أيضا بمقاعد المعارضة فى شتى المواقع التى ذكرتها، وهو طريق يتعلم فيه الإنسان الكثير إذا أراد أن يتعلم، وقد يضيع الإنسان عمره دون أن يصل لنهاية الطريق إذا أصر على العناد مع سنن الله فى الكون.
هذا الطريق الطويل يريد البعض أن يختصره بقفزة فى الهواء، وكأن هناك طريقا مختصرا للقصر، «شورت كات يعنى!»، وكأن الوصول للقصر بدون المرور بهذه المراحل سوف يؤدى إلى شىء آخر سوى الفشل. هذا الطريق يفهم من يسير فيه طبيعة مشاكل الدولة التى يريد أن يحكمها أولا، ثم يحقق فيه نجاحات نسبية أو كبيرة، وهذه النجاحات تؤدى إلى تزايد شعبيته بين الناس، وبالتالى يصبح مؤهلا للحكم، أعنى بعد أن حقق بعض النجاحات، وبعد أن أصبح له رصيد ما عند الأمة. فى عهد الرئيس المخلوع كان هذا الطريق مسدودا، مغلقا لأجل غير مسمى، ثم اقتحمه شهداء ثورة يناير، ففتح بأجسادهم، وبعيون المصابين، وببذل المعتصمين فى الميادين، وأصبح الطريق مفتوحا ليسير فيه السائرون. هذا الطريق فيه مطبات، وفيه حفر، ولكنه مفتوح، ومن ينكر ذلك فهو شخص كسول، أو لا يملك الهمة والجرأة لكى يسير فى هذا الطريق. الحكم غاية عند من يمارس السياسة بلا ضابط أخلاقى، وهو وسيلة، عند من يمارس السياسة وفق غايات وطنية الغاية فيها لا تبرر الوسيلة. مصر اليوم تريد مجموعة من الشباب المخلصين لكى يسيروا فى هذا الطريق الطويل، وأن يبدأوا ذلك الآن، لكى يصلوا بعد عدة سنوات من العمل لكى ينقذوا مصر من معارك العجائز، ومصائب العجزة.
المطلوب من جيل الشباب أن يقتحم العقبة، تماما كما اقتحمها بالوقوف أمام الرصاص الحى، والمدرعات العمياء.
أما الذين يهربون من هذا الطريق، فهم كمن يستغرب عدم اقتراب النحل من باقة من ورود بلاستيكية!
خير ختام، ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى:
أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا/ وَفازَ بِالحَقِّ مَن لَمْ يَألُهُ طَلَبَا
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين...








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

رضوان

الاسلامين قد دفعوا ثمن تضحياتهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

العجائز و العجزة .. فى نظر جيل لأ مثل أعلى له أو مثل عليا ... أفشل ثورة الشعب بيده .. !

عدد الردود 0

بواسطة:

امل لبييب محمد

ليه

عدد الردود 0

بواسطة:

مرسال

الى 1 - الكاتب لأيرى سوى الشباب فقط ... بل الشعب كله وجيشه حول الإنتفاضة الى ثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

لو أسقطنا كلامك على مصر ..

عدد الردود 0

بواسطة:

joja

من السجن الى القصر

عدد الردود 0

بواسطة:

sayed

أتفق معك في هذه الفكرة

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشق مصر

خطأ لوى عنق الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

islam

فى الزمن ده كله بيحب الشورت كت

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اعدت الراحه الكبرى لمن تعبا وفاز بالحق من لم يأته طلبا - واعطوا الحلق للى بلا ودان

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة