عادل السنهورى

تحية إلى بورسعيد وتحية إلى "عمدة المدينة"

الثلاثاء، 12 مارس 2013 07:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كانت تحترق فيه القاهرة، كانت بورسعيد المدينة الباسلة تتجمل وتزيل آثار عدوان الشرطة.
صدر حكم محكمة الجنايات بإعدام المتهمين فى مجزرة استاد بورسعيد، وخيب أهالينا الأبطال على شط القناة ظن كل من توقع بأن تشتعل المدينة وتحترق بعد صدور الحكم، واستقبلوا أحكام القضاء بمنتهى التحضر رغم محاولة البعض التعبير عن غضبهم وإحساسهم المتزايد بظلم السلطة وكرهها للمدينة.. وجود الجيش وتوليه مسؤولية إدارة شؤون بورسعيد بعد انسحاب الشرطة المهين كان أهم العوامل التى ساهمت فى الهدوء الذى ساد بعد الحكم، وهو ما يزيد التأكيد على أن المؤسسة العسكرية المصرية استعادت وبقوة ثقة الشعب فيها، بعد اهتزازها قليلا بالأداء السياسى السيئ للمجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية التى أعقبت ثورة يناير، وهو ما حرص عليه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع بالصبر والحكمة والوعى وحسن الاختيار لرجاله، لإعادة ترميم العلاقة بين الشعب وجيشه الوطنى وإعادة الثقة فيه مرة أخرى، واستطاع الجنرال السيسى الهادئ والواثق عبور أزمة الثقة التى كادت أن تطيح بآخر وتد من أوتاد وركائز الوطن وهو الجيش.
بورسعيد النموذج الواضح والجلى على عودة العلاقة بأقوى مما كانت عليه، وردت موقف الجيش من قرار فرض حالة الطوارئ بالوفاء والعرفان والامتنان، وفى أقل من يومين أصبح اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى، هو «عمدة المدينة»- كما وصفته صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية فى تقريرها عن بورسعيد يوم الأحد الماضى- بكل دلالات الوصف للكلمة ومعناها لدى المصريين عندما يمنحون ثقتهم فى شخص ما، فقد وقف «العمدة» ليضع قائمة المتطوعين المدنيين لاستعادة النظام ويطالب الأهالى الجدعان بأن تبدو «بورسعيد جميلة مثل العروس» فاستجاب له الناس الذين حموا رجاله لحظة نزولهم إلى المدينة فى «ساعة الحظر اللى متتعوضش» واستعادوا معا لحظات المجد والبطولة والفداء فى 56 والاستنزاف وفى أكتوبر.مشهد بورسعيد الرائع دفع صحيفة عريقة مثل النيويورك تايمز بما تمثله من ثقل فى دوائر السياسة الأمريكية للاعتقاد بأن تدخل الجيش هو الحل الوحيد الذى «يزداد فى جميع أنحاء البلاد» بعد فشل الرئيس والإخوان فى حكم مصر.
تحية لبورسعيد الباسلة المتحضرة وتحية إلى «عمدة بورسعيد».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة