د. جمال نصار

حمادة يلعب... والإعلام المصرى

الجمعة، 08 فبراير 2013 05:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع كامل الاعتذار للفنان الجميل أحمد رزق لاقتباس اسم فيلمه "حمادة يلعب" فى عنوان هذه المقالة، لأننى فى الحقيقة من خلال متابعتى لتناول الإعلام لقضية "حمادة صابر" 47 عامًا من المطرية الذى رأيناه أمام الاتحادية يُسحل بهذا الشكل الفجّ، وتضارب أقواله من قناة لقناة ومن وقت لوقت، ودخول أسرته وعائلته على الخط، وحديث بعض شهود العيان أن حمادة هو الذى بدأ بخلع ملابسه، وأن له رصيد سابق فى البلطجة فى منطقة عزبة النخل، حيث قام بإعداد الخرطوش والمولوتوف للاعتداء على المواطنين، وبطبيعة الحال لن نستطيع حسم الرأى والموقف قبل الانتهاء من التحقيقات الجارية.

عمومًا هذا المشهد الذى أؤكد استنكاره بكل شدة أرى أننا نظرنا بعين واحدة للموضوع، كالأعمى الذى أخذ يصف الفيل بأنه طويل لأنه أمسك بقدمه فقط، فأخذ يصف ما أمسك به ويعتقد أن الفيل هو القدم.

بكل أسف نسى الكثير من الزملاء فى التناول الإعلامى أن هناك محاولات مستميتة لإسقاط هيبة الدولة فى رمزية قصر الاتحادية وأقسام الشرطة والعديد من الأماكن العامة، وإلقاء المولوتوف على الفنادق وسرقة محتوياتها، وإحداث حالة من الفوضى سواء كانت بقصد أو بدون قصد، وبدلا من أن نتجه إلى العمل والإنتاج، والمساهمة فى تشكيل عقلية المواطن المصرى لدفعه إلى العمل الجاد، ركزّنا على بعض الأمور مع أهميتها وتركنا موضوعات أخرى شديدة الأهمية فى المرحلة الانتقالية، وبدلا من التركيز على أصل الموضوع، التفتنا إلى القضايا الفرعية ووسّعنا فيها، وجعلناها فى صدارة المشهد.

فالواقع والتناول الإعلامى يحتاج إلى وقفة حقيقية للمحافظة على مهنيته وتصحيح مساره من داخله، ومن ثمَّ دعوت بعض الزملاء من الإعلاميين للتفكير فى هذا الموضوع، واستجاب الكثير منهم وعقدنا لقاءً مُصغرًا حضره الزملاء محمود الوروارى ومحمد الغيطى وعادل السنهورى وعاطف عبد الرشيد وحازم غراب مع الاحتفاظ بكل الألقاب، وأبدى العديد من الزملاء ترحيبهم بهذا اللقاء، وجارى التواصل مع الجميع، وخرجنا برؤية تمثلت فى البيان التالى: "نظرًا لما شهدناه فى الفترة الماضية من ممارسات تصب فى التضييق والتهديد والتخوين ضد الإعلاميين ونظرًا لما تابعناه من بعض التجاوزات الإعلامية، فقد رأينا أن نعبّر عن بالغ قلقنا من التطورات التى أدت إلى تفاقم الأزمة السياسية الراهنة فى مصر.

ونحن إذ نتعهد بالتزام القواعد المهنية والأخلاقية فى أدائنا لعملنا، ندين كل أشكال التحريض الإعلامى وأعمال العنف بكل صوره. ونؤكد أننا لن ننجرف ولن نصبح طرفًا فى الصراع السياسى، ونطالب رئاسة الجمهورية والحكومة باتخاذ كافة الإجراءات والسياسات العاجلة لتحقيق أهداف ومطالب الثورة المصرية.ونناشد نحن الإعلاميون المعارضة وكافة القوى السياسية والثورية الاضطلاع بدورها الوطنى فى المحافظة على استقرار وسلامة وأمن البلاد، ووقف العنف والفوضى وكل أشكال التظاهر غير السلمى، مع حفظ حق التظاهر السلمى للجميع، وكل أشكال التعبير عن الرأى، وندعو إلى سرعة الانتهاء من التحقيقات فى أحداث الشغب والعنف التى مرت بالبلاد بعد الثورة لكشف المتسببين فيها وتقديمهم للعدالة.

ويرحب الإعلاميون الموقعون على هذا البيان بكل الاقتراحات والآليات التى من شأنها رصد الممارسات الإعلامية غير المهنية وغير المسئولة لتصويب المسار الإعلامى. ونأمل من كل زملائنا الإعلاميين تبنى هذه الدعوة حفاظًا على شرف المهنة وحرية الإعلام. حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة