عبد الرحمن يوسف

أُمَّةٌ فى العراء

الإثنين، 04 فبراير 2013 06:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتعالى دعوات إسقاط النظام، وتتوالى صرخات إسقاط الرئيس، والحقيقة أنها دعوات محقة، فنحن أمام نظام قد غيّر جلده كما الثعابين، ولكنه لم يتخلص من السم الكامن فى جوفه، ولن يتغير هذا النظام إلا بإجراءات حقيقية تصدر من إرادة سياسية صادقة فى التغيير.
رئيس الدولة المنتخب –مع احترامنا لمقام الرئاسة– ناقص الخبرة، ولكنه فى كثير من الأحيان عديم الحكمة، فوحَّدَ جميع أعدائه، واستنزف رصيد الثقة المحدود الذى راكمه عند بعض المصريين، وأدخل البلاد فى هوة استقطاب سياسى، وأزمات دستورية متتالية، وكان من الممكن أن تعالج هذه الأمور بطرق أخرى لا تؤدى إلى هذه الحالة التى وصلت مصر إلى دركها.
بعض الحالمين يظن أن إسقاط الرئيس المنتخب من الممكن أن يتم بنفس الطريقة التى أسقط بها الرئيس المغتصب!
وهذا أمر فيه مشكلتان، المشكلة الأولى مشكلة أخلاقية، لأن إسقاط الرئيس بهذا الشكل يعد انقلاباً على آليات الديمقراطية التى ارتضاها الجميع.
أما المشكلة الثانية فهى مشكلة عملية، لأن ليلة إسقاط مرسى لن تكون ليلة هانئة يحتفل فيها المصريون بإنجاز وطنى كما حدث فى ليلة إسقاط مبارك، بل ستكون بداية حريق لا يعلم مداه إلا الله، وهناك ملايين من المناصرين للرئيس مرسى سيتعاملون مع الأمر على أنه انقلاب على الديمقراطية، وسيكون العنف هو الحل.
إذا سقط الرئيس بغير الصندوق سنصبح أمة فى العراء، ولن يحل هذا الإشكال بانقلاب عسكرى، لأن الشارع لن يهدأ بنزول الجيش إلى الشوارع، وإذا رحب البعض بتحرك الجيش للسيطرة على الأوضاع، فتأكد أن آخرين على استعداد لمقاومة الجيش أيضاً، ثم إن قدرة الجيش على ضبط الشارع محدودة جداً، كما أثبتت الأيام ، وإذا تحركت جماهير المؤيدين لن يوقفها أحد، وإذا تحركت جماهير المعارضين فلن يوقفها أحد، وبالتالى سيحدث الصدام لا محالة.
إسقاط الرئيس مرسى بغير الصندوق ليس عملاً ثورياً، وما يحدث فى الشارع الآن خلاف سياسى بين طرفين كلاهما قد امتلأ عجباً وغروراً، وكلاهما قد أدخل الشباب فى معادلة الفناء القائمة على العنف، وكل من يقف خارج هذا الاستقطاب السفيه يحاول الطرفان القضاء عليه.
خلاصة الأمر، أسقطوا الرئيس بانتخابات فى موعدها أو قبل موعدها، وأسقطوا النظام بنظام جديد يصل للسلطة عبر الصناديق، ويتمكن من حل مشاكل الناس، أما إذا صمم الطرفان على جر البلاد إلى الصدام فسوف ينفرط عقد الدولة، وسنصبح لأول مرة منذ عهد المماليك.. أُمةً فى العراء!
حفظ الله مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مروان

التعرى أسلوب جبهة إنقاذ الفلول .. حتى تستولى على السلطة ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

Hossam Sayed

عندك حق، بس مين غير الرئيس كان عنه خبرة؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علي

وماهو الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جمال

الديموقراطية لأهلها وليست لمن ليسوا لهم كرامة

عدد الردود 0

بواسطة:

رحمي

للتعليق رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

أقولها وقلبي ينفطر حزنا على الشباب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صادق الحسيني

لك الله يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

مراهقة سياسية

عدد الردود 0

بواسطة:

صباح

الاخوان الخونه

عدد الردود 0

بواسطة:

ختام الأمير

صراع خاسر للجميع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة