هشام الجخ

أهلا وسهلا بالمتحدث الرسمى الجديد!!

الإثنين، 18 فبراير 2013 10:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وبالطبع لا داعى – بالمرة – أن أتحدث عن الحضارة العربية (الحالية) وكيف يرانا العالم الخارجى وكيف يتعاملون مع ثقافاتنا وحضارتنا بل ومقدساتنا أيضا.

نحن نعلم حالنا جيدا.. ونعلم ما وصلنا إليه (حضاريا).. ولكن نظل محملين بالأمل وعدم اليأس من روح الله.. ونظل نعمل على زيادة وعى الناس بقيمة ما يملكون من عزيمة ومن تراث ومن تاريخ له تأثير فى تحريك المستقبل ورسمه.

هذا التاريخ الذى حكى لنا عن مدى الضعف والهوان اللذين عاش فيهما الشعب الأوروبى – مقارنة بالشعوب العربية – وعلى امتداد قرون طويلة وكيف قام علماؤهم بالدراسة فى مدارسنا والرجوع إلى كتبنا والنهل من مراجعنا فى شتى المجالات والعلوم والفنون.
وصدق الله العظيم «وتلك الأيام نداولها بين الناس».. ولكن هذه المداولة لا تعنى الاسترخاء وانتظار أن يجىء دورك.. لابد أن يعلم الجميع أن مجىء الدور عليك مرتبط بعملك واجتهادك ومحصلة ما بذلتَه من جهد فى فترة الاضمحلال حتى تصل إلى فترة الازدهار.

اللغة العربية والتى هى لغة مجتمعنا وعقيدتنا هى فى الحقيقة من أعمق اللغات وأغناها وأكثرها دقة.. سأعطى لحضراتكم مثالا.. الأسد فى اللغة العربية له قرابة الخمسمائة اسم بعد الألف.. المشهور منها حوالى الثلاثين.. ولكن أسماء الأسد لا تعبر فقط عن كونه أسدا وإلا أصبح الأمر مملا ولا قيمة له.. ولكن الحقيقة أن أسماء الأسد تصفه وتعبر عن حالته.. فعلى سبيل المثال نجد الأسد إذا وُلِد فهو (شبل) وإذا شبع فهو (سبع) وإذا جاع فهو (قسورة) وإذا سار بين لبائه فهو (غضنفر) وإذا وثب فهو (ليث) وإذا فعل فهو كذا وإذا فعل فهو كذا... كل هذه الأسماء لحيوان واحد.. مع العلم أن هناك من يشكون فى وجود الأسد بشبه الجزيرة العربية أصلا.

أردت من مثالى هذا أن أشرح حجم ثراء اللغة العربية وقدرتها وقدرة مستخدميها والناطقين بها على الشرح والاستيعاب أكثر من أى لغة أخرى.. ولا أحسبها مصادفة أبدا أن يختارها الله عز وجل لتكون لغة قرآنه ودستوره الأخير والذى تعهد – هو ذاته جل شأنه–بحفظه ورعايته.
إذن نحن نملك ثروة اسمها اللغة العربية.. لغة بها كل البيان..لا يمكن أبدا أن يختلط الأمر على القارئ أو السامع لهذه اللغة.. فهى لغة لها قواعدها البيّنة والواضحة والتى لا تدع مجالا للخلط أو التداخل فى المعانى والألفاظ.. ولكن بشرط مهم جدا.. أن يلتزم المتحدث أو الكاتب بقواعد اللغة العربية.

المشكلة التى يلاحظها الجميع الآن هى إهمال معظم متحدثى اللغة العربية لقواعد اللغة العربية.. حتى المتعلمون والمثقفون منهم أصبحوا لا يبالون بعلوم اللغة وأصولها فى الكتابة.. ناهيكم عن المذابح اللغوية اليومية التى نقرؤها على مواقع التواصل الاجتماعى وللأسف من شباب جامعى ومثقف بل والكارثة امتدت أيضا لبعض الشخصيات عامة والنجوم والمشاهير وأحيانا الأساتذة فى الجامعات وأخجل لو قلت إن هناك بعض الشيوخ والدعاة نجد أحيانا بعض الأخطاء اللغوية (غير الساذجة بالطبع) موجودة على صفحاتهم فى مواقع التواصل الاجتماعى.
أردت من مقالى هذا فى النهاية.. الترحيب بالمتحدث الرسمى الجديد باسم رئاسة الجمهورية وأتمنى له التوفيق وأن يكون خيرا من المتحدثين الرسميين السابقين.. وأن يعلم أنه يتحدث باسم دولة لغتها الرسمية هى اللغة العربية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة