مقتل عميل "موساد" استرالى داخل سجن "أيالون" الإسرائيلى.. تل أبيب ادعت انتحاره وأمرت إعلامها بـ"التكتم".. وصحفى "IBC" الاسترالية: العميل "X" نقل معلومات حساسة جداً شكلت تهديداً أمنياً على إسرائيل

الأربعاء، 13 فبراير 2013 01:25 م
مقتل عميل "موساد" استرالى داخل سجن "أيالون" الإسرائيلى.. تل أبيب ادعت انتحاره وأمرت إعلامها بـ"التكتم".. وصحفى "IBC" الاسترالية: العميل "X" نقل معلومات حساسة جداً شكلت تهديداً أمنياً على إسرائيل نتنياهو
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيما يبدو أنها بوادر أزمة حادة فى العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل واستراليا، اتهم تقرير نشرته وسائل إعلام استرالية قيام تل أبيب بقتل مواطن استرالى من أصل يهودى، فى أحد السجون الإسرائيلية بشكل مقصود، كان يعمل لصالح جهاز الموساد قبل حوالى عامين.

وعقب ذلك نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية فجر اليوم، الأربعاء، عن الناطق بلسان الخارجية الأسترالية بوب كار أن دبلوماسيا فى السفارة الاسترالية فى تل أبيب تم إطلاعه من قبل السلطات الإسرائيلية على قضية اعتقال المواطن الاسترالى، بيد أنه لم يقم بنقل المعلومات إلى العاصمة الاسترالية "كانبيرا" كما هو متبع.

وبحسب التقرير الاسترالى فإن وزير الخارجية الاسترالية صرح بأنه لم يتم إطلاعه على القضية، وأنه سيطلب توضيحات من إسرائيل، وطالب بفتح تحقيق مجدداً بشأن أداء السلطات الاسترالية فى هذه القضية.

من جهتها قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إنه فى هذه المرحلة لم تتوجه الحكومة الأسترالية لإسرائيل بطلب رسمى للحصول على توضيحات بشأن تفاصيل القضية.

ونقلت عن الناطق بلسان الخارجية الاسترالية قوله إن عائلة المواطن الاسترالى لم تطلب مساعدة أخرى من الحكومة سوى نقل الجثة، ولم تطلب فتح تحقيق.

وأوضحت التقارير الاسترالية، أن "الأسير الأمنى" هو بن زايجر واسمه باللغة العبرية "بن ألون" واسمه الوارد فى جواز سفره الأسترالى "بن ألن"، وكان يعمل لحساب الموساد والاستخبارات، وقام بمهمات خاصة، وهو من مواليد استراليا، وتم نقل جثته بعد الانتحار للدفن فى مدينة "مالبورن".

وقالت الصحيفة العبرية إنه بحسب الصحفى الاسترالى تربور بورمان الذى كشف عن بعض ملابسات القضية فى تحقيق خاصة لصالح شبكة "IBC" الاسترالية، فإن قضية وفاة "زايجر ألون" تنطوى على السرية، واتهم الحكومة الإسرائيلية بإخفاء معلومات.

وبحسب تحقيق الصحفى الاسترالى فإن رجل الموساد الذى اعتقل سراً كان فى سن 34 عاما عندما أقدم على الانتحار، وهو متزوج وأب لطفلين، وعثر عليه مشنوقا فى زنزانته، فى القسم الانفرادى، وتحت الرقابة الدائمة، ودفن فى مالبورن بعد أسبوع من وفاته فى 22 ديسمبر 2010.

وقال بورمان، إن عميل الموساد كان "الأسير X" والذى نشرت تفاصيل عنه فى مواقع الإنترنت خارج إسرائيل، ولم يتم تأكيد هويته الشخصية من قبل سلطات السجون، أو من قبل جهة حكومية أخرى، مضيفا: إن "ذلك هو أحد الأسرار الحساسة للاستخبارات الإسرائيلية".

وأشار التحقيق الاسترالى إلى أن زايجر قد احتجز فى سجن "أيالون" منذ مطلع عام 2010 فى عزلة تامة عن العالم، وبدون زيارات، ووضع فى زنزانة أعدت فى الأصل لـ"يجئال عامير" الذى قتل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين، وتم إخفاء هويته عن سجانيه، لافتا إلى إن صدر أمر منع نشر منع الصحافة الإسرائيلية من تناول القضية.

وكشف تحقيق الشبكة الاسترالية أن وفاة زايجر فى السجن زادت من حدة الغموض حول عمله فى الموساد وخلفية اعتقاله، وذلك بسبب العثور عليه مشنوقا فى زنزانته رغم أجهزة المتابعة المتطورة والتى وضعت خصيصاً لمنعه من الانتحار.

وقال بورمان، إن أجهزة الأمن الاسترالية تشتبه فى أن يهود استراليا مجندون بالقوة للموساد، وبعد انضمامهم للموساد يجرى تغيير أسمائهم لإخفاء اللهجة الأوروبية أو اليهودية، وبعد تغيير الأسماء لتبدو انجليزية يجرى استصدار جوازات سفر استرالية جديدة، ويتم إرسالها إلى الدول العربية وإلى إيران.

من جهتها أكدت وزارة الخارجية الأسترالية أنه تم إصدار جواز سفر على اسم "بن ألن" لـ"بن زايجر"، والذى عرف أيضا باسم "بن ألون"، وبحسب وزير الخارجية الأسترالية الذى قال إنه سيطلب توضيحات من إسرائيل، فإن الصعوبة تكمن فى أن عائلة بن زايجر لم تطلب أية مساعدة قنصلية خلال اعتقاله، وأنه فى ظل عدم وجود شكوى فمن الصعب أن تجرى الحكومة الاسترالية تحقيقا معمقا.

وفيما يتعلق سبب الاعتقال فقد نقل الصحفى الأسترالى عن رجل أمن أسترالى سابق يدعى "وورن ريد" قوله: إن "الحديث بالضرورة عن تجسس وخيانة ومعلومات حساسة جداً بحيث يشكل انكشافها للآخرين تهديداً أمنياً فورياً على إسرائيل".

وفى المقابل، هاجم وزير الخارجية المستقيل أفيجادور ليبرمان ورئيس حزب "اسرائيل بيتنا" أعضاء الكنيست الذين بادروا أمس الثلاثاء خلال جلسة الكنيست إلى الكشف عن تفاصيل قضية انتحاء المواطن الاسترالى من أصل يهودى فى أحد السجون الإسرائيلية، قائلا: إنهم حاولوا المساس بأمن إسرائيل".

وكان أعضاء الكنيست أحمد الطيبى من القائمة العربية، والنائبة زهافا جالؤون، والنائب دوف حنين، قد طالبوا من وزير العدل الإسرائيلى يعقوب نيئمان خلال جلسة للكنيست أمس، تقديم توضيحات حول انتحار أحد السجناء فى سجن "أيالون" قبل حوالى عامين.

وقال ليبرمان: "إن هناك أعضاء كنيست يبدون تضامنهم مع تنظيمات إرهابية يحاولون خرق قوانين الرقابة"، وخص ليبرمان بالذكر عضو الكنيست أحمد الطيبى، قائلاً: "إن الطيبى يبدى تضامنه مع حماس وحزب الله".

وعقبت رئيسة حزب "ميرتس" اليسارى زهافا جلؤون خلال مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية على ليبرمان، معربة عن اعتقاده بأنه لا يعى أسس النظام الديموقراطى، مضيفة: "كان يجب على الحكومة أن تبادر هى نفسها إلى الإفصاح عن تفاصيل القضية".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة