رمضان العباسى

هل يعنى الاختلاف مع النظام الانتقام من الوطن؟

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013 11:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الراحل جلال عامر "قد نختلف مع النظام ولكننا لانختلف مع الوطن ونصيحة أخ لا تقف مع ميليشيا ضد وطنك حتى لوكان الوطن مجرد مكان ننام على رصيفه ليلاً"، للأسف فى ظل غياب الدور التعليمى للدولة وضعف مؤسساتها على مدار سنوات طويلة وجدت بعض الفئات الضالة طريقها للعب فى عقول وأذهان بعض الناس حتى غيروا فكرة الوطن لديهم، فلم يعد الوطن كما قال محمود درويش: هو البيت، وشجرة التوت، وقن الدجاج، وقفير النحل، ورائحة الخبز، والسماء الأولى، متسائلاً كيف لكلمة واحدة من ثلاثة أحرف تتسع لكل هذه المحتويات وغيرها، ولكنها تضيق بنا؟ ولايكبر فى أرجائها غير الكفن الذى يلملم أشلاء ثمار وزهور أبناء الوطن الذين يسقطون كل يوم فى أشواك الزرع الشيطانى الذى روته الجماعات المتطرفة بسمومها ومصالحها الشخصية، مستغلة الغياب المعرفى الصحيح الذى يعتبر غيابا للهوية، بل غياب للإنسان نفسه، فتصرفات الجماعات الارهابية تؤكد أنها خارج إطار الإنسانية، فقتل الإنسان وإزهاق الأرواح شىء عابر لا يؤثر فى نفوسهم ولا يمس مشاعرهم، يذبحون البشر كأنهم يذبحون الدجاج على الغذاء، بعدما نُزعت من قلوبهم كل المعانى الانسانية والدينية والوطنية، ثم نجدهم يتبجحون ويدعون أنهم يدافعون عن الدين والوطن والهوية.

قد يجبرنا فساد الحكومات وإهمال الأنظمة المتعاقبة، وعدم قيامها بواجبها على النوم على الرصيف كما حدث مع الشاعر محمد بهنس الذى ظل يفترش الأرض ويلتحف السماء لسنوات دون أن يشعر به أحد، ولكن هل يدفعنا الإهمال والاستبداد والفساد والصراع على الحكم والخلاف مع النظام أن نضع الوطن فى دائرة الانتقام ويصبح انهياره والقضاء عليه الهدف الأول، وكأن الأمة قد قررت حل نفسها وتدمير ذاتها بفتوى ضالة من رجل عقيم وشخصية بلا فكر ولا دين تُشيع فى الناس القتل وبُغض الحياة وكأن الرسالة السماوية جاءت لهلاك البشرية وليس إصلاحها وتعميرها والعمل على تطويرها لخدمة الإنسان وكل الكائنات الحية فى هذا الكون، كما فعل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الذى كان يبحث عن الطيور فوق الجبال ليوفيها حقها بإطعامها.
هؤلاء القتلة الذين يتاجرون بمشاعر الناس وقضايا الأمة لا يعرفون للوطن معنى ولا يرون له قيمة، فكيف لجماعة مثل حماس أو بيت المقدس التى تدعى كل منهما الوطنية والجهاد فى سبيل الدفاع عن الدين والوطن والعمل على تحرير القدس أن يغيروا اتجاه مدافعهم ويطلقوا العنان لرصاصاتهم الغادرة لكى تصيب الأرض المصرية، فهل أصبحت مصر العدو واسرائيل الصديق والحبيب؟ وهل أصبح هدف الأخوين حماس وبيت المقدس تحرير سيناء من أهلها وجيشها بدلاً من تحرير القدس من مغتصبيها؟ من المؤسف أن هذه الجماعات أصبحت تحارب بالنيابة عن إسرائيل ضد مصر، على غرار المرتزقة الذين كانوا يحاربون فى العراق باسم الجيش الأمريكى مقابل حفنة من المال وهنا يكمن السر فى دفاع الأمريكان والليكود عن الإخوان وغيرها من الجماعات، تطبيقا لنظرية التدمير الذاتى للأوطان.

للأسف لم يدرك كل داعمى العنف من هذه الجماعات وأمثالها وسارقى أحلام الناس وقُوتهم أن الإنسان يمكن أن يُعبر بالكلمات عن أية فكرة تدور فى ذهنه أو موضوع يريد إقناع الناس به، ولكن سلوكياته وممارساته على أرض الواقع ومواقفه عند الشدائد تكشف ما يخفيه فى صدره تجاه الوطن والمواطنين، فكل تصرفات هذه الجماعات تؤكد أن الأموال أصبحت إلههم، وشهوتهم معبودهم، والسلطة هدفهم وغايتهم، ولم يعد للوطن مكان فى وجدانهم وعقولهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس رامي سمير

نعم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة