يحيى الرخاوى

كله إلا الامتناع عن التصويت

الخميس، 19 ديسمبر 2013 08:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرنا أمس وأول أمس الدلالات الأعمق لعملية التصويت بـ"نعم" ثم التصويت بـ"لا".. وكأننا نصوت على الدستور فى الحالتين مع أنه قد تبين أنه مجرد بوابة ضرورية نخطو من خلالها إلى ما يمكن، وقد أنهيت مقال أمس بسؤال وصلنى يقول: إنه إذا كان الأمر كذلك ("نعم" ليست نعم للدستور وإنما لأشياء أخرى، و"لا" ليست للدستور وإنما لأشياء أخرى) فأولى بمن "يشترى دماغه" ألّا يذهب أصلا ويريح نفسه؟.. وفزعت وأنهيت المقال بأنه: كله إلا الامتناع عن التصويت إننا بذلك إنما نعلن بشكل مباشر أننا كنا نستاهل التهميش الذى لحقنا ستين عاما، بل وأيضا نستاهل التزوير الذى كاد أن يصبح القاعدة لفترة ليست قصيرة.

قالوا: ما دمت ترشدنا إلى أن المسألة هى استفتاء بالإزاحة أو الإبدال أو الترميز أو التعميم، فلماذا تصر على أن نمارس هذه اللعبة ونحن نعلم حقيقة ما وراءها.. قلت: فيها ماذا؟ "الشىء لزوم الشىء"، دعونا نمارس حقوقنا، حتى لو كانت اسمها "لعبة الدستور" فلنأخذها نحن جدا ونتعب بمشوار له ثواب عند ربنا وعند شعبنا ونذهب، لا نكتم الشهادة وننتبه إلى ما يترتب على المسئولية.

قال أحدهم: أليس الامتناع عن التصويت أكثر صدقا مع النفس من المشاركة فى هذه الملاعيب.. قلت له: هى ليست ملاعيب، بل هى الممكن لتعرية وعى مسئول ممتد، فبناء دولتنا يبدأ بالتكلم باللغة السائدة، وبفهم ما يترتب على كل فعل فرد منا، ولا ينتهى بنصرة هذا الفريق على ذلك.

قال: وماذا يضيرنى أنا من الامتناع وإراحة البال؟
قلت: إراحة البال ماذا يا هذا!! إنك بهذا الامتناع:
1) تصبح مسئولا عن كل الأخطاء والمضاعفات وحتى الكوارث المترتبة على النتيجة، أيا كانت ولو ذهبت لكنت أسهمت فى تحديد موقفك، بأنك حاولت أن تحول دونها، مهما كانت إجابتك.
2) إنك بذلك تكون قد تنازلت عن حقك مهما كانت مبرراتك، وهذا يعطى تبريرا لمن سلبك حقك سابقا، كما يحرمك حتى من أن تلوم من يأخذ حقوقك هذه بعد ذلك.
3) إنك بامتناعك سوف تكون قد رجحت كفة مجهولة وأنت تتصور أنك تتفرج من بعيد، حتى لو كان الفريقان قاصران أو مقصِّران، فلابد أن أحدهما أقل تقصيرا من الآخر.
4) إنك أيضا تكون قد كتمت شهادة سوف يحاسبك الله عليها.
5) أنت بذلك إنما ترجعنا إلى الوراء نيف وستين عاما.

قال آخر: من المعترضين والمتسائلين:
ألم يكن الرئيس حسنى مبارك وفريقه أبعد نظراً وأطيب قلباً حين كان يحمل عنا هذا العبء كله ويدعنا: بعضنا يتسلى، والآخر يغرق فى بحر الكسل الأحلى مذاق من العسل، وثالث يتمثل قول جحا وأنها (المسألة) ما دامت بعيدة عن جسده وآله فالأمر لا يهمه.
قلت له: تحب نرجعه لك، ليقوم بكل المهمة هو وبطانته نيابه عنك وعنا.
قال: "لا" نحن ما صدقنا يا رجل، سوف أذهب، سوف أذهب.
قلت له: ماذا سوف تقول؟ "نعم" أم "لا"؟
قال لى: أنت مالك انت؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة