وفاء أحمد التلاوى تكتب: كرامات أولياء الله الصالحين

الخميس، 19 ديسمبر 2013 06:08 ص
وفاء أحمد التلاوى تكتب: كرامات أولياء الله الصالحين صوره ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأولياء الله الصالحين كرامات اختصهم الله بها، فمن هم أولياء الله الصالحين؟، وما معنى الكرامة؟ وما الفرق بينها وبين المعجزة؟ ولماذا اختصهم الله دون غيرهم من العباد بالكرامة والولاية؟ وإلى أى مدى تصل كرامات الأولياء؟، وإذا حاولنا أن نجيب على هذه التساؤلات علينا أولاً أن نعرف من هم أولياء الله الصالحين؟ وما هى الكرامة؟ فأولياء الله الصالحين هم المؤمنون الصالحون الذين يتقون الله فى جميع أعمالهم وغايتهم الوصول إلى معرفة الله، وهم لا يلتفتون إلى الكرامات والخوارق لديهم، كى لا يشغلهم ذلك ويحجبهم عن هدفهم الحقيقي وكي لا يقلل ذلك من مكانتهم ومنزلتهم عند الله فكل منهم يسعى إلى غايته.

وقد قال الله تعالى عنهم: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم لا يحزنون، الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم" 64 يونس، أما الكرامة فهي كل ما هو خارق للعادة ويظهرها الله على يدي عبد ظاهر الصلاح إكرامًا له، وهى كثيرة فى الأمة الإسلامية، وكل كرامة لولى فهى معجزة لنبيه.

وأما المعجزة فهى أمر خارق للعادة أو قوة خارقة للعادة يظهرها الله على يدي أنبيائه وعلى وفق مراده تصديقًا له مع عجز جميع الناس عن الإتيان بمثله كما ذكر لنا ذلك الدكتور الحسيني أبو فرحة "رحمه الله" عميد كلية الدعوة الإسلامية ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن أسكنه الله فسيح جناته والمعجزة مثل معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى وهى القرآن الكريم فقد تحدى بها العرب جميعًا وهم أصحاب الفصاحة والبلاغة فعجزوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن قال تعالى: " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ, فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" 21 البقرة، وأيضا من المعجزات معجزة انشقاق القمر وقد جاء القرآن بهذه المعجزة وما اتصل بها من تكذيب قريش لها وزعمهم إنها نوع من أنواع السحر، قال تعالى: "اقتربت الساعة وانشق القمر"

وقد اختص الله سبحانه وتعالى "الكرامة" بعضًا من عباده الصالحين المخلصين فى عبادتهم له، والمتقين، فهم يعبدونه حق العبادة، عبادة خالصة له وحده لا يشركون به شيئًا ولا يبتغون إلا رضاه ومحبته ويعبدونه لذاته ليس طمعًا فى جنته أو خوفًا من ناره، ويتمنون لقاءه ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وهم أيضًا لا يطلبون لأنفسهم جاهًا أو مالاً أو مجدًا أو عزة فالعزة لله وحده وهم يتقونه فى جميع أعمالهم ولا يرون أمامهم سواه ولا يعملون إلا له ولا يغضبون إلا لغضبه ولا يفرحون إلا لفرحه ويباهى الله بهم ملائكته فى السماء، وهم يرون فى منامهم ما يسعدهم ويقربهم إليه ويزيدهم ذلك محبة لله وعبادة وإخلاصًا له، وكثيرًا ما يحدث الأولياء الصالحين عن عجائب يرونها فى الليل من أنوار ونجوم وطوالع واحتفالات فى السماء مثلاً لقدوم أشهر مباركة كريمة غالية عند الله، ولا يعلم بها إلا من شاركهم فى رصدها.

وأيضًا منهم من روى أنهم يتواجدون فى أكثر من مكان فى وقت واحد ويؤكد الناس على رؤيتهم مثلاً فى الحج وهم لم يذهبون إليه وهذا فضل وكرامة من لله لهم فى تحقيق بعض رغباتهم فإن الله يستجيب لدعائهم ويطعمهم ويسقيهم من رزقه، كما ذكر الله لنا ذلك فى قوله تعالى: " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" 37 آل عمران، وأيضًا نجد هذا فى قول الله تعالى: "هزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا" 25 مريم فكيف لامرأة وهى فى شدة ضعفها هذا بعد الولادة أن تهز بجذع النخلة ولكنها كرامة من الله لها أن يتساقط عليها الرطب لتأكل منه وتتغذى فيكون طعامًا مغذيًا لها ولرضيعها، وما أكثر الكرامات التى تحدث ولا يتحدث أصحابها عنها فلن يصدقه أحد وخصوصًا فى زماننا هذا وقد كثرت به الأكاذيب المضللة حفظنا الله وإياكم منها.

ولكن إلى أى مدى ممكن أن تصل كرامات الأولياء؟ هل تصل لأكثر من ذلك؟ نعم فكل كرامة لولى فهى معجزة لنبي ذلك الولي، ومن هنا ممكن أن تصل الكرامة إلى أن يجرى الله تعالى على يدي الأولياء ما يجريه من الخوارق على يدي الأنبياء والمرسلين من الكرامات، مثلاً كعدم إحراق النار لهم وقد روى شيخ الإسلام ابن تيمية أن أبا مسلم الخولانى لما طلبه الأسود العنسى عندما ادعى النبوة كذبًا باليمن وقال له أتشهد أنى رسول الله؟ فقال أبو مسلم: "ما أسمع فقال له الأسود: أتشهد أن محمد رسول الله فقال: نعم.. فأمر الأسود بإيقاد نار عظيمة له وإلقائه فيها ولما خمدت النار بعد أيام وجدوه فيها قائمًا يصلى ولما قدم أبو مسلم الخولانى المدينة بعد موت الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجلسه عمر بينه وبين أبى بكر الصديق وقال: "الحمد لله الذى لم يمتني حتى رأيت من أمه محمد من فعل به كما فعل بخليل الرحمن وهذه كرامة من الله لعبد من عباده الصالحين المتقين".

والأمثلة كثيرة ولكن فى أوقاتنا هذه لم يعد الكثير يهتم بها أو يؤمن بوجودها، ومنهم من يكذبها ولا يعترف بها، ولكنها موجودة وتحدث للكثير من الأولياء الأتقياء الصالحين من يعبدون الله ويخلصون فى عبادتهم له ويتقونه فى جميع أعمالهم، فمنهم من إذا دعا الله لأجابه الله فى الحال، فلا نعادى أولياء الله الصالحين فإن الله يدافع عنهم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إلى عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلى مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إلى بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِى لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" وقال أيضًا "إن الله يدافع عن الذين أمنوا" 38 الحج، وهؤلاء هم أولياؤه الصالحين فكيف لا يدافع عنهم ويحيطهم برعايته وحمايته، وهم أيضًا عباد الرحمن وقد ذكرهم الله فى قرأنه قال تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا" 63 الفرقان أى يقولون قولاً يسلمون به من ألسنتهم.

ولا يهلك الله القرى إذا كان فيها دعاه صالحون يدعون للتقوى والعمل الصالح ولهم تأثيرهم على المجتمع ولهم كلمتهم المسموعة قال تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" 96 الأعراف، وما نحن فيه الآن من ضنك العيش والدمار والخراب يرجع معظمه إلى كثرة معاصينا ويرجع أيضا إلى تكاسلنا وقعودنا عن العمل النافع، وإلى عدم طاعة الله فى جميع أوامره ونواهيه، فلنتقى الله جميعًا فى جميع أفعالنا وأقوالنا ونقول قولا سديدا امتثالاً لقول الله تعالى: "يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا يغفر لكم ذنوبكم ويصلح لكم أحوالكم" 70 الأحزاب.

وتوبوا إلى الله يرحمكم ويعفو عنكم ويغفر لكم، وأعملوا للحصول على المكانة العالية التى يهبها الله لأوليائه الصالحين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر

تنبيه

ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون 62 . ليس ولا هم لا يحزنون..

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى السيد

اتقى الله يا اخت وفاء

عدد الردود 0

بواسطة:

صعيديه مصريه وافتخر

اسفل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد حسوب الشريف

العلم

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم مصرى

حسبى الله ونعم الوكيل

من عرف وفهم غير من لايعرف ولايفهم

عدد الردود 0

بواسطة:

غاده عطا

مع تحياتى

عدد الردود 0

بواسطة:

عواد محمد تمام

شكر وتقدير

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم

الجهل بعينه

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد القاسم

جهل موروث

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

ردود الي القراء الإعزاء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة