محمد يوسف

إيران والخليج.. لسنا فى 1971

الخميس، 24 أكتوبر 2013 06:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مكالمة أوباما وروحانى أثارت حفيظة جهات كثيرة، فالشواهد تشير إلى أن انفراجاً قد طرأ على العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، منذ أن انتخب روحانى الموصوف بالمعتدل خلفاً لأحمدى نجاد المتشدد!

كتاب الخليج أعلنوا عن قلقهم لهذا التقارب، وذهب بعضهم إلى الحديث عن تخلى أميركا عن دول الخليج مقابل إيران، وكذلك قال بعض كتاب الدول الغربية، مع الإيحاء بالخطر الجديد وعدم الاستقرار بدول النفط، وما تحمل جعبهم من تهيئة لصنع "بعبع" يخوفوننا به، وأعاد أغلبهم الحديث عن مستقبل يستنسخ الماضى بكل تبعاته، ابتداء من الهيمنة الإيرانية وانتهاء بدور الشرطى.

ولهؤلاء وأولئك أقول، إن عام 2013 ليس شبيهاً أو قريب الشبه من عام 1971، فهناك 42 سنة فاصلة، وهناك موازين قوى قد تبدلت، وهناك نظام "مذهبى" يحكم طهران، و"الملالى" ليسوا "الشاهنشاه" وأميركا اليوم ليست أميركا الأمس، ودول الخليج العربى اليوم تحتل مكانة عالمية مؤثرة وتملك من القوة ما يوفر لها الحماية والردع، والعالم ليس أوباما أو واشنطن.

صحيح أن إيران دولة كبرى تحتل الساحل الشرقى للخليج من شماله إلى جنوبه، ولديها من البشر ما يفوق حجمنا فى الدول العربية الخليجية، ولديها إمكانات هائلة، لا ننكر ذلك، وكنا ولا نزال نتعامل معها بحكم المنطق، ولا ننسى الجغرافيا والتاريخ والدين والجيرة، وقد عرف عن قادتنا الحكمة ورجاحة العقل وتغليب الصالح العام، وقد واجهنا استفزازات إيران الدائمة بهدوء وصبر، وهذا ما منحنا الاستقرار والأمن والتفوق فى بناء دول متحضرة خلال أربعة عقود، بينما دول أخرى فى نفس المنطقة كانت تفوقنا تحضراً وتقدماً ونمواً واستقراراً تراجعت حتى فقدت مميزاتها، وشتتت شمل مواطنيها، ودمرت بناها التحتية، وانهار اقتصادها، حدث ذلك نتيجة رؤية خاطئة، وطموحات شخصية و"قومية" حيناً وتطلعات إمبراطورية أو"طائفية مذهبية عنصرية" فى أحيان أخرى.

ومع حجم إيران، وقوتها، وأيضاً طموحاتها، هل نخاف من مكالمة بين رئيسها والرئيس الأميركى؟ هل نقلق؟

أقول لكم، فليتحدث أوباما مع من شاء، وليفرح روحانى وخامنئى بتغيير "الشيطان" كما يحلو لهما، ولكننا فى الخليج مطمئنون إلى أنفسنا، وإلى امتدادنا القومى، فان كان فى ذلك التقارب الأميركى الإيرانى خير فأهلاً به، وإن كان وراءه شر فنحن قادرون على مواجهته، وقادة إيران يعلمون ذلك جيداً، فهذه البلاد فى أواخر عام 2013 ليست هى نفسها التى كانت فى 1971، ومن التقيا اليوم لديهما فرصة للسلام وإزالة الاحتقان حول النووى وغيره، وليس معنى ذلك أن يكون الالتقاء ضد دول الخليج العربية، لأنها وببساطة دول ذات سيادة وإرادة، ولديها عزيمة تمكنها من مواجهة أية أخطار.

* رئيس جمعية الصحفيين بالإمارات.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة