محمد بركة

فى قريتنا غاندى وسعد زغلول!

الإثنين، 21 أكتوبر 2013 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تُعجبنى دائماً تلك النظارة السميكة والبدلة ذات الألوان الفاقعة والابتسامة العريضة إلى يرسمها على مُحياه مندوب المجلات الفنية فى أفلام الستينيات وهو يستهل حواره مع نجمة الموسم بسؤال عميق قائلاً:
- أين ترعرعت سيدتى؟

تمنيت أن «أنجعص» فى جلستى على مقعد وثير يغوص بى وأضع ساقاً على ساق وأنا أُجيب عن هذا السؤال وقد صِرت بقدرة قادر شخصية عامة تلاحقها هذه النوعية من الصحفيين. وبما أن لا يقدر على القُدرة إلا ربنا، والعين بصيرة واليد قصيرة، قررت أن أعتمد على ذاتى وأرفع شعار: help your self وأنا أحكى لكم أين ترعرعت كدمياطى أصيل تربى فى محافظة تُعامل ضيوفها بالمثل الخالد: تتعشى ولاَّ تنام خفيف.. تشرب شاى ولاَّ موش كَييف؟

إدارياً، تنقسم محافظة دمياط «مديرية دمياط بلغة ذاك الزمان» إلى أربعة مراكز: دمياط، الزرقا، فارسكور، كفر سعد، وتعددت بالطبع الروايات فى أصل تسمية مركز «كفر سعد» الذى نتبعه بهذا الاسم، فهناك من يقسم أن الزعيم سعد زغلول المُلقب بزعيم الأمة المصرية ومُفجر ثورة 1919 ضد الاحتلال الانجليزى كان قد زار دمياط ومر بهذه البقعة فأعجبه هواؤها وقرر أن يستريح بها قليلاً، فحملت اسمه فيما بعد، ويشدد أصحاب هذه الرواية، إذا ما أحسوا أنهم يخاطبون شخصاً متنوراً، على أن سعد باشا كان متأثراً بالمهاتما غاندى الذى قرر أن يجوب الهند من أقصاها على أقصاها على متن قطار من الدرجة الثالثة قبل أن يحمل قضية استقلالها فى قلبه ويترافع عنها أمام العالم الحر..

وهناك من يروى حكاية أسطورية حول شخص يدعى «سعد» كان ابناً لأحد أئمة المساجد، وبما أنه «يخلق من ضهر العالم فاسق»، أصابت الابن - وقد كان متبحراً فى علوم التراث لكنه يقرأ أيضاً بالإنجليزية والفرنسية – ما يشبه اللوثة فراح يجاهر بآراء مُنحرفة دينياً قصيدة شعر، فطفق الناس يضربون كفاً بكف ويقولون فى حسرة: لا حول ولا قوة إلا بالله.. الراجل كفر.. كفر سعد.. كفر سعد!
سيدور الزمن دورته وأشارك فى تصفيات أوائل الطلبة وأنا فى الصف الثالث الإعدادى ونيمم شطر «الثانوية العسكرية» بدمياط حيث تقام المسابقة بيننا وبين «منتخب» مدرسة بعزبة أخرى مجاورة لنا وهناك سيفاجئنى أحد أعضاء لجنة التحكيم – وقد كان موجهاً ثقيل الظل – بمداعبته الخشنة قائلاً: هيا يا كَفَر سعد!
هكذا نطقها بفتح «الفاء» متوقعاً أن أجد تلك المداعبة الخشنة شيئاً طريفاً..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بشيرالصيفى

قريتنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة