محمد يوسف

القاهرة التى رأيت (2).. عودة الإشراقة المصرية

السبت، 12 أكتوبر 2013 06:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجاوزت القاهرة الماضى، طوت صفحة الإخوان، قلماً وتنظيماً وإرهاباً، لا تقلق أبناءها تلك الأعمال الدعائية التى تحدث فى بعض المناطق، يعرفون أنها "حلاوة روح" من بعض القيادات التى تحاول أن تحصل على اتفاقات سرية، لتأمين تواجدها على الساحة السياسية والحياتية!!

رأيت الوجوه وقد عادت إليها إشراقتها المعهودة فى أهل مصر، واختفت حالة اليأس والإحباط التى سيطرت طوال "عام الظلام" الإخوانى، وكنت قد زرت القاهرة ثلاث مرات خلال ذلك العام، بل هى كانت خلال الأشهر الستة الأولى لحكم مرسى، وتابعت عن قرب مراحل التمكين والاستئثار والإقصاء، فى ذلك الوقت لم تكن هناك فئة من فئات الشعب المصرى آمنة على استقرارها ووجودها، لا قضاة ولا رجال إعلام ولا ضباط جيش أو شرطة ولا امرأة ولا شباب ولا قادة أحزاب أو سياسيين وأصحاب فكر، كان الجميع يعيش حالة صدمة من الشريك الذى غدر وخان العهود والوعود والمواثيق الربانية، وقد زال ذلك كله، وعادت الروح المصرية تحلق عالياً فى سماء القاهرة، حاملة التفاؤل بغد أفضل.

اليوم تمشى فى القاهرة فتجد الوطن حاضراً، ربما تكون هذه ردة فعل عفوية بعد كل ما سمعه الناس من تلاعب فى مقدرات الوطن وسيادته وأمنه ووحدة أراضيه، ربما، ولكن الأكيد إن مصر كانت بحاجة إلى صدمة فكرية وثقافية وإنسانية وحضارية حتى تتخلص من تراكمات 40 عاماً من الردة الوطنية والقومية، تلك الردة التى خطط لها جيداً بعد علو مؤشرات الانتماء والتضحية والفداء فى حرب 1973، والنصر الذى أذهل العالم بفضل تلاحم أبناء هذا الشعب مع أبناء الأمة، وكلنا نتذكر أن الحديث عن الوطنية والتطلعات القومية كان محارباً إلى عهد قريب جداً، ثم جاءت موجة الإخوان وتكللت بالسنة الغابرة، وتكشفت أسرار ذلك التنظيم المشبوه انتماء وفكراً وديناً!!

أغنية أحدثت فارقاً كبيراً فى شوارع القاهرة، بها تجمعت القلوب، وحولها التفت الإرادات، وتحولت إلى سلاح لمواجهة العقم الذى أصاب الوجوه، هى كلمات تختصر الحكاية المصرية، وتتحدى، ونجحت فى تحديها، هزت الأرض تحت أقدام من تنكروا لوطنهم ولأبناء وطنهم، وسلموا عقولهم للمنحرفين الخارجين على قواعد الشخصية المكونة لهذا المجتمع المتميز بأنه غير قابل لأن يصبغ بلون واحد ولسان واحد وخلايا واحدة، فظهرت "تسلم الأيادي" لترد الصدمة والصفعة.

القاهرة تتساءل، رغم كل ذلك الفرح، هى مازالت تتساءل، وتلح فى السؤال، من هو الرئيس القادم؟.. ومازالت تنتظر الإجابة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة