هات ريشتك وألوانك وارسم على الأرض مكانك..ريشة أطفال سوريا تعبر عنهم

الأحد، 06 يناير 2013 08:49 ص
هات ريشتك وألوانك وارسم على الأرض مكانك..ريشة أطفال سوريا تعبر عنهم ارسم ولون
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بأيديهم الرقيقة وأفكارهم البسيطة بدأوا يفردون رقعة طويلة من القماش الأبيض.. حتى الآن هم لم يفهموا بشكل كامل بشاعة ما تعرضوا له هم وأهلهم، ولكنهم على الأقل يفتقدون العديد من الأشياء.. رغدة كانت ترسم المنزل الذى ملأته السعادة طوال سنوات عمرها القليلة قبل أن يعصف به صاروخ خرج من مدفع يحمل نفس جنسيتها.. ممكن يكون جارنا.. ولكنه تناسى هذا وقرر تدمير منزلهم ليدافع عن طاغية.. رغدة بجانبها كانت تبحث عن السعادة والأمل فى يد مصر، التى امتدت لتنقذهم بعد أيام من الشتات فى الدول، وإلى جوارهم محمد، أكبر قليلا منهم، استطاع فهم معنى كلمة الوطن، يشكلها فى علم بثلاثة ألوان سورية هى الأخضر والأبيض والأسود الذى لم يتبق لهم غيره "حتى الآن".

بريشة وألوان بدأوا يرسمون أوطانهم وأماكنهم فى هذه الدنيا التى اختطفت منهم وطنهم الحقيقى وألقتهم فى بلاد ليلقوا مصيرهم.. محمد ما زال يتذكر الكثبان الخضراء التى يعم عليها الهدوء فى سوريا، أماكن لعبة ومرحة وممارسة طفولته قبل أن تختطف، فهذا لم يمر عليه كثيرا.. بغضب يرسم وجه بشار ويضع عليه علامات بألوانه، تعبيراته تصرخ، هو عمل كده فى والدى، بجانبه صديقة الطفولة تنهمر دموعها وهى تمسك بيد أحمد الذى أحضر لها الألوان وجلس يعلمهم الرسم تحاول أن تستعطفه بطفولتها، مش عيزاكم تمشوا وتسيبونا زى ما كثير اتخلو عنا.

الفنان أحمد الجلداوى صاحب مبادرة هنرسم مصر اتجه أمس الجمعة، إلى جمعية بيت العيلة التى استضافتهم فى مدينة 6 أكتوبر، هو لا يملك سوى الفرشة والألوان وزملاء الفكرة ليدخل "بسمة أمل" على أطفال سوريا، كما قال هو يعرف أن هذا ليس أهم ما يحتاجونه الآن، يمكن العيش أهم، ولكنه ذهب بقدر ما يستطيع "حاولنا ندخل الفرحة على الأطفال ونحسن الحالة النفسية ليهم من بعد الحرب، والغربة، وعدم الإحساس بالأمان.. أى حد شاف فرحة الأولاد النهارده عرف قد إيه الأولاد دول محتجين كل يوم بسمة أمل ومش هتكون كفاية".

المدرسة هى الآن الحلم الأول لأطفال سوريا فى مصر، فعلى الرغم من صدور قرار الرئيس مرسى بأن يعامل أطفال سوريا مثل أطفال مصر فى المدارس، إلى أن هذا القرار لم يفعل بشكل كامل، ومع العديد منهم مثلما قالوا، فبينما يوافق بعض المديرين على إعطائهم الفرصة فى الحفاظ على البقية الباقية من طفولتهم بالانضمام إلى حياة المدارس، مازال آخرون يرفضون إعطائهم مكان فى مدرستهم استنادا إلى العديد من الحجج على رأسها أن المدرسة لا يوجد بها مكان شاغر.




















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة