محمد إبراهيم الدسوقى

مَنْ المسئول عن فشلنا؟

الخميس، 24 يناير 2013 10:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المؤسف أنه تاهت منا البوصلة المؤدية لبلوغ هدف قومى يجمع عليه الشعب المصرى، ليجتهد ويجاهد لإنجازه بدلا من تفرق كلمته وبعثرة جهوده فى معارك جانبية ترتد بنا للخلف، وتحجب عنا شمس النهوض، وتأسيس دولة حديثة قادرة على البقاء بفضل أسس ودعائم قوية ثابتة الجذور لا تهتز ولا تضعف مع هبوب أى عاصفة.

فأزمتنا الحقيقية فى لحظتنا تلك أننا نستقبل عامنا الثورى الثالث ونحن لا ندرى إلى أين تتجه بلادنا، وما يزيدك حزنًا وكمدًا أن الفشل يلاحقنا كظلنا أينما ذهبنا، وساعد أهل الحكم من الإخوان المسلمين فى تعميقه وشيوعه، واستهوتنا لعبة اختلاف التأويلات والتفسيرات، حول مَنْ المسئول عنه ـ الفشل؟

وأضاعنا الوقت والطاقة فى تشييد حصون الدفاع وتأكيد الاتهامات والمخاوف بين التيار الدينى والليبرالى والحرية والعدالة والقوى الثورية، وطغت الأحقاد والمواقف الشخصية على رؤية الجميع، غير أننا لم نتفكر لبرهة فى مسئوليتنا عن حدوث الفشل. أننى أتحدث عنى وعنك كمواطنين، ولندع جانبا الديوك المتصارعة على تورتة السلطة من كل فج عميق، فهؤلاء أعمتهم ذواتهم المتضخمة التى لم يعدوا يرون سواها.

فغالبيتنا تعاطى مع الثورة بمنطق السبوبة، فالهم انصب على ما سنحصل منها دون إظهار ما ينم عن استعداد بسيط للتضحية بتأجيل رغباتنا الشخصية ضيقة الأفق والمدى لحين استرداد الوطن عافيته، مثلما تفعل كل الشعوب الغيورة الراغبة فى بناء مستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة. وتنعمنا فى لذة الفوضى غير الخلاقة بل المدمرة، فأطلقنا العنان لنزواتنا فى انتهاك القانون بقدر طاقتنا، وقررنا تأميم ما يقع تحت أيدينا من هذا البلد، وراجع معى انفلاتنا السلوكى لتعى جيدًا ما أرمى إليه.

هذا المناخ ترتب عليه أن الباطل امتزج مع الحق فى أناء واحد، ولم نعد نميز بين الصواب والخطأ، واحترنا فى معرفة مَنْ الصادق ومَنْ الكاذب؟ فكل منا سن قوانينه وأعرافه المناسبة له ولبرنامج حياته ولمشروعاته المستقبلية، وتأجل كل شىء من الواجب عمله للخروج من مطبات وانهيارات الأزمة الاقتصادية والسياسية، وتوقفنا عن العمل، مكتفين بالتظاهر بإلقاء اللوم على أصحاب الأعمال، الذين لا يوافقون على زيادة المرتبات أو على القوى السياسية والثورية التى لا ترغب فى أن تهدأ الأوضاع فى بلادنا أو الإخوان المسلمين الذين يتخبطون فى خطواتهم ويبدو عليهم الارتباك وعدم الخبرة فى شئون الحكم والقيادة الرشيدة.

النتيجة سلسلة متصلة من الإخفاق المريع على كافة المستويات، ونسينا أننا شركاء فى توجيه دفة المستقبل، وأن نجاح الحاكم ـ سواء كان محمد مرسى أو غيره ـ يعتمد على تجاوب الرعية وقدر تحمسهم للعمل والتضحية وإنكار الذات، فالتقدم لن يدق أبوابنا ونحن نيام أو ونحن جلوس فى منازلنا منتظرين قدوم الفرج.

وتلك جزئية مهمة وخطيرة فى مشكلتنا، فحكامنا الجدد لم ينجحوا فى إقناع المواطنين بأنهم شركاء فى العمل وعليهم إبراز سواعدهم وليس عضلاتهم الغليظة، وأن مصرنا يلزمها التواضع وليس الاستعلاء والإحساس الزائف بقوة التمكين، ولهذا ندور فى حلقة مفرغة، فالمواطن ينتظر تحرك الحكومة، والحكومة تنتظر تحرك المواطن، والاثنان لا يقدران على التلاقى فى منتصف الطريق، وليتنا نقف وقفة صادقة مع الذات مع بدء العام الثالث للثورة باعترافنا بنصيبنا فى فشلها فى تحقيق ولو قدر يسير من أهدافها العظيمة التى قتل لأجلها مئات من أنبل وأشرف من أنجبتهم مصر.

هذه دعوة للتأمل وليس لجلد الذات، فالفرصة لم تفت بعد لتصحيح الأخطاء القاتلة، حينها وحينها فقط ستنهض مصر وسيتبدل حالها وسوف تعود البسمة لوجهها الصبوح.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

اختلف معك

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد الدق

التعليق رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

أحفااااااااااااااااااااااااااد محمد على مين ؟

فوق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة