جمال نصار

فى ذكرى الحبيب.. والثورة المصرية

الخميس، 24 يناير 2013 06:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الحديث عن محبة سيد الخلق وحبيب الحق تتطلب أن نعيد ترتيب أولوياتنا فى علاقتنا به، صلى الله عليه وسلم، فهل نحن صادقون فى محبته أم أنها دعوى بلا دليل، فقد قال، صلى الله عليه وسلم، لسيدنا عمر بن الخطاب لمّا قال له: يا رسول الله: لأنت أحب إلىّ من أهلى ومالى وولدى والناس أجمعين إلا نفسى التى بين جنبى. فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليس بعد ياعمر. يعنى لم يتم إيمانك ياعمر. وقال، صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وولده والناس أجمعين، ونفسه التى بين جنبيه». فخرج عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، بعد أن أصغى إلى هذا الخطاب، وراجع نفسه وقال: يا نفسى، ماذا تكونين أمام رسول الله؟ ثم رفع رأسه صادقـًا فى مقاله وفى بيانه وقال: يا رسول الله، لأنت الآن أحب إلىّ من أهلى وولدى ومالى والناس أجمعين ومن نفسى التى بين جنبى. فقال له: «الآن يا عمر».
إننا فى حاجة أن نجدد العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنته والاحتكام إلى منهجه وهديه، وأن نتجنب ما نهى عنه. فليس من العقل أن نحتفل بمولده ونحن لا نطبق سنته ولا نحتكم لشرعه، وليس من العقل أن نحتفل بمولده ونحن مانعون للزكاة أو مضيعون للصلاة ونتعامل بالربا، وليس من العقل أن نحتفل بمولده ونأكل ونشبع والكثير من أبناء أمته، صلى الله عليه وسلم، لا يجدون الطعام والكساء، وليس من العقل أن نحتفل بمولده ونفرح ونلهو وأمته تُذبح وتباد فى أماكن عديدة.
احتفالنا بمولده، صلى الله عليه وسلم، يكون بأمرين: باتباع منهجه، فلا نحيد عنه ولا نحتكم إلا لسواه، والعمل بسنته، فلا نُقدِّم ما أخّر ولا نؤخّر ما قدّم، ليتنا نعيد النظر فيما يـدور فى أذهاننا من أفكـار وما نهتـدى به من قيـم، وما نسير عليه من سلوك وتصرفات، حتى نكـون علـى بينـة من الخلـل والزلـل، ونفى بالتزاماتنا نحو خالقـنا ونحـو البشـر، حتى يعيش الإنسان حياة فاضلة تثرى حاضره ومستقبله.
وها نحن نعيش بعد مرور عامين من الثورة المصرية التى أبهرت العالم كله، فهل تم محاسبة قتلة الثوار والقصاص منهم؟ أم مازالت الأمور تسير فى الاتجاه المعاكس ونشهد براءات للعديد من القيادات ولا نرى متهمين، كأن الثوار أرادوا الرحيل بأنفسهم. وهل حققنا المأمول من الثورة؟ أم أننا مازلنا على ما كنا عليه من تناحر سياسى، وتلاسن إعلامى وعدم استقرار أمنى، واقتصاد يعانى الكثير من الخلل بسبب توقف عجلة الإنتاج وتردد الاستثمارات المحلية وامتناع الاستثمارات الخارجية، ناهيك عن غياب تام للتدفقات السياحية الخارجية. هل هذه مصر التى كان يحلم بها الشهداء؟!.
أرى أن الأمل ما زال معقودًا على كل المخلصين من أبناء هذا الوطن من جميع التيارات والقوى الحية إذا خلُصت النوايا، وأحسنّا العمل، بالاتفاق على خريطة طريق وبرنامج عمل سريع يُخرج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية، دون تناحر أو تهميش أو إبعاد. ليتنا نفيق حتى نحقق أهداف الثورة من عيش كريم وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية. حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة