براء الخطيب

هل ينجز الإخوان المسلمون المصالحة الفلسطينية؟

الأحد، 09 سبتمبر 2012 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوف يحظى المخلوع ونائبه عمر سليمان بلعنة تاريخية لا مثيل لها فلن يذكر التاريخ لكليهما ما يشفع لهما فى لحظة الحساب ومراجعة كتابى سيئاتهما فى أى أمر من الأمور، حتى فى القضية الرئيسية للأمن القومى المصرى والعربى المعروفة بقضية فلسطين، فالمصالحة بين «فتح» و«حماس» لم تتم على أيديهما بالرغم من الليالى السوداء التى سهراها ليتمما هذه المصالحة، تلك المصالحة التى كانا قد اقتربا كثيرا من إتمامها، وهاهى تتم على أيدى رجال ما بعد حكم الذليل المخلوع دون أن يبذل أحد هؤلاء الرجال أى مجهود إضافى يذكر لإتمام هذه المصالحة التى تمت بناء على تفاهمات «عمر سليمان» نائب المخلوع فى رحلاته المكوكية «تحت سمع وبصر إسرائيل» إلى «غزة» ويرجع دائما إلى رئيسه «المخلوع» بخفى «خالد مشعل»، ولم تتم المصالحة فى عهد المخلوع، ولا فى عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولا فى عهد الإخوان المسلمين الذين دشنوا حكمهم بمباركة أنفاق التهريب كمؤشر شديد الأهمية على نوعية العلاقة الجديدة بين «حماس» و«الجماعة» فى مصر، وقد كان «عمر سليمان نائب المخلوع»، ومازالت كل التقارير الصحفية تؤكد على أن الولايات المتحدة ما تزال ترسل برسائلها إلى الإخوان المسلمين مفادها أنها لا تؤيد إجراء اتفاق مصالحة بين حركتى «فتح» و«حماس» لأن من شأنه أن يقوض المفاوضات مع إسرائيل، وكان المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط «جورج ميتشل فى كل مرة يلتقى فيها نائب المخلوع فى القاهرة» يؤكد له أن الولايات المتحدة لن تدعم اتفاقا لا يتماشى مع مبادئ اللجنة الرباعية، ومازال مسؤولـو الإدارة الأمريكية يؤكدون للمسؤولين المصريين الجدد أن الولايات المتحدة تتوقع من أى حكومة فلسطينية أن تلتزم بشروط اللجنة الرباعية التى تتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل، والاعتراف بالاتفاقات السابقة ونبذ الإرهاب، وسوف يتبع حكام مصر الجدد رأى «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» الذى ما زال يصر على أن الوقت غير مناسب لإتمام المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن المصالحة تحتاج لآلية وتوقيت جديدين، لأن كل شروط «حماس» التى جاءت على لسان «خالد مشعل» لم يحدث أن تحقق أى منها حتى اليوم، وإذا عدنا للوراء «فلاش باك» للبديهيات الأولى التى جذرت هذا الخلاف بين حبايبنا فى «حماس» وأهلنا فى «فتح»، فالخلاف قديم، قدم تكوين كل منهما منذ نشأة «فتح» على يد الزعيم التاريخى «ياسر عرفات» فى أوساط الطلبة الجامعيين، والذى كان منتميا إلى الإخوان المسلمين فى بداياته الأولى، وبعد ذلك انتقلت الحركة إلى الكويت، وكانت تدعو الشباب الفلسطينى إلى الاعتماد على نفسه وأخذ زمام المبادرة للعمل على تحرير فلسطين، وسط تيارٍ قومى «ناصرى» يركز على الوحدة العربية طريقاً للتحرير، وتيارٍ «إسلامى» يدعو لقيام الدولة الإسلامية طريقاً للجهاد وتحرير الأرض المقدسة، حيث كان الهدف فى ذلك الوقت تحرير أراضى الـ48 فاعتمدت حركة «فتح» على شباب الإخوان المسلمين فى فلسطين، مستفيدة من أجواء الضربة ضد الإخوان المسلمين فى مصر فى عام 1954، وكان منهم «خليل الوزير»، أبوجهاد، و«عبدالفتاح الحمود»، و«محمد يوسف النجار»، أبويوسف، و«سليم الزعنون أبوالأديب، ويوسف عميرة، ومحمد غنيم وغيرهم، ومع تشكيل تنظيم الإخوان الفلسطينيين فى قطاع غزة «عام 1960 » وتنبه حركة «الإخوان المسلمين» فى الضفة الشرقية والضفة الغربية «الأردن» إلى تجريف «فتح» لشباب الإخوان، بدأت «المفاصلة»، أى الالتزام إما بمنهج «الإخوان المسلمين» أو بمنهج «فتح»، وكان هذا أول فتيل يشتعل بين الحركتين، بعد ذلك جرت المياه طبيعية فى النهر، وكان «الإخوان المسلمون» يعتبرون أنفسهم سابقين لفتح «وهم كذلك بالفعل» بالعمل الجهادى فى حرب الـ48 بقيادة «كامل الشريف» و«معروف الحضرى» وغيرهما، ابتداء من قطاع غزة وصولا لبيت لحم وحتى مشارف القدس، بينما كانت حركة «فتح» تعتبر نفسها «وهى كذلك بالفعل» السباقة فى إطلاق الرصاصة الأولى فى عام 1965وعندما انطلقت الانتفاضة الأولى فى عام 1987 نزل الإخوان المسلمون فى «قطاع غزة» للشارع، وبعد ذلك فى «الضفة الغربية»، ثم انضمت «فتح» وبقية فصائل «منظمة التحرير» فى عام 1988 تحت راية «القيادة الموحدة» للانتفاضة، بينما لم يكن من الممكن أن تنضوى «حماس» تحت راية «القيادة الموحدة» لأسباب يطول شرحها والآن تشهد الحياة المصرية حاليا محاولات الإخوان المسلمين «الرحم الأصلى» للانفراد بالسلطة فإن الحياة السورية تشهد الآن صراعا دمويا بين النظام السورى الفاسد والإخوان المسلمين السوريين «أحد أجنحة الرحم الأصلى» حيث يسيل دم الشعب السورى تحت سنابك المدرعات والادعاءات الدائمة بوجود مؤامرة إرهابية «كما حدث فى حماة سابقا»، والآن فإن الإخوان المسلمين فى مصر لن يقدموا على المشاركة فى المصالحة الفلسطينية بدون الشروط الحمساوية، وسوف يكون اقتراب «حماس» من الإخوان المسلمين «الحكام الجدد» فى مصر بنفس القدر فى ابتعاد «حماس» عن الإيرانيين الذين يدعمون نظام الأسد الذى يذبح الإخوان المسلمين ضمن من يذبحهم من الشعب السورى وإذا كان الإخوان المسلمون فى فلسطين تاريخيا هم السبب الرئيسى فى شق الصف الفلسطينى فإن الإخوان المسلمين فى مصر سوف يفشلون بالتأكيد فى المساهمة الفعالة فى إنجاز المصالحة الفلسطينية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

walid

تلك امانيهم

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن رشاد

ucs_united@yahoo.com

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة