د. جمال نصار

عذراً رسول الله لم يعرفوا قدرك

الخميس، 20 سبتمبر 2012 02:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعظيم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من صُلب إيمان المسلم، فهو خليل الله المصطفى من خلقه، وخاتم الأنبياء الذى بانتهاء رسالته انقطع وحى السماء، ولم يغفل المسلمون منذ جيل الصحابة الكرام عن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن محبته وتعظيمه.

وعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نفوسنا أعلى من قُبة الفلك، ولن ينال منها أى أفاك أو جاحد، فلولاه صلى الله عليه وسلم لكنا حيارى فى دياجير الظلام.

فما قام به البعض من الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال فيلم سينمائى يسىء لشخصه عليه السلام ولرسالته، إنما هى سلسلة وحلقة من الإساءة للإسلام فى شخصه الكريم، وهذا يدل على حقدهم الدفين لهذا الدين العظيم، وسيُرد هذا العبث إلى نحورهم، وستبوء محاولاتهم بالفشل بهذا التفكير العبثى الذى أرادوا به النيل المشين من نبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وبعيداً عن كل التبريرات التى حاول صُنّاع الفيلم ومن على شاكلتهم تبرير فعلهم الشنيع القبيح بدعوى حرية الرأى والتعبير التى يعتبرونها واجباً يفوق بقداسته قداسة الأديان وحرمتها، فى الوقت الذى أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها حينما نشر المفكر الفرنسى «روجيه جارودى» كتابه «الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية»، فحاكموه وصادروا كتابه بتهمة معاداة السامية.

ونحن من جانبنا نعلم أنه لا شىء أشرف من كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه آخر الحصون بعد أن سقطت كل حصوننا فى معارك الشرف والنزاهة والمعرفة، وأنه إن مُسّ اسمه بسوء - وهو الطاهر المطهر - فإن العالم بأسره سيشهد ما ستسفر عنه هذه الحرب القذرة، وعلينا أن نعى أن الجناب النبوى أعظم وأشرف من أن تناله حفنة من التائهين فى ميدان الحياة بسوء.

وليقرأ هؤلاء الذين لا يعرفون قدر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ما سطره بعض الغربيين المنصفين:

يقول سير وليام موير فى كتابه «سيرة محمد صلى الله عليه وسلم»: «امتاز محمد بوضوح كلامه، ويُسر دينه، وأنه أتم من الأعمال ما يُدهش الألباب، فلم يشهد التاريخ مُصلحاً أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة فى زمن قصير، كما فعل محمد»، ويقول توماس كارليل، الفيلسوف الإنجليزى فى كتابه «الأبطال»: «قوم يضربون فى الصحراء عدة قرون لا يُؤبه لهم، فلما جاءهم النبى العربى أصبحوا قبلة الأنظار فى العلوم والعرفان، وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم»، فعلينا - كمسلمين شعوباً وحكومات - أن نتحرك لرد هذه الهجمة الشرسة على الإسلام ورسوله بشتى السبل والوسائل، ومن ذلك:

- الاهتمام بتطبيق وامتثال أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم فى سلوكنا وأفعالنا، من خلال معايشة سيرته، والتحلى بأخلاقه فى حياتنا، وإذا غضبنا نغضب كما علمنا، دون تخريب أو قتل أو إهدار للمال العام، فهذا يُغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- قيام الحكومات العربية والإسلامية بالضغط على الهيئات الدولية كالأمم المتحدة لسن قوانين تحمى المقدسات والأنبياء، والتهديد بالمقاطعة لحكومات الدول التى تصدر بها هذه الأفلام سياسياً واقتصادياً، إذا كان رد فعلها تجاه الأزمة سلبياً.

- ومن واجبات الشعوب حيال هذا الأمر أن يقوموا بمقاطعة بضائع كل من تجرّأ على سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إهانته، وواجب الحكومات المقاطعة السياسية، بسحب السفراء لدى تلك الدول، وإغلاق سفاراتها لديهم إذا لم يحاسبوا كل من يهين الأديان أو يسىء إليها.

- إقامة المؤتمرات والندوات فى أوروبا وأمريكا لمعالجة هذه القضية، وعرض نصاعة السيرة المشرّفة، وعظمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والسعى لإنتاج فيلم عالمى للتعريف بسيرته وحياته صلى الله عليه وسلم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة