محمد إبراهيم الدسوقى

عودة وزارة الداخلية

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 05:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استرجع فى مخليتك تفاصيل ساعات المناوشات والاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية فى جاردن سيتى، احتجاجًا على الفيلم الأمريكى المسىء للرسول الكريم، لتتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وزارة الداخلية قد استردت عافيتها بصورة شبه كاملة، بعد أن كانت فقدتها يوم جمعة الغضب، وما يزيد يقينك وثقتك بصحة ما سلف، أن الداخلية حررت ميدان التحرير الذى احتله الباعة الجائلون خلال دقائق، وأعدت 5 مشاريع قوانين، لتنظيم عملها، فيما يخص التظاهر والإضرابات العمالية، والحفاظ على حرمة دور العبادة، إضافة لتعديل أحكام القانون الخاص بتنظيم شئون التموين، وكذلك قانون العقوبات.

صحوة الداخلية تسعد جموع المصريين، الذين أرهقهم سطوة البلطجية، وتجار المخدرات والسلاح، جراء الانفلات الأمنى، الذى دفع بالكثيرين لتطبيق القانون بأيديهم والتمثيل بجثث البلطجية والمجرمين، لكن هل تعتقد بأن تلك الصحوة المتأخرة تدلل على أن الشرطة أجرت عملية مراجعة للذات، لاستكشاف الكم الهائل من الأخطاء والجرائم التى وقعت فيها، واتخاذها قرارًا مصيريًا بتغيير وسائلها وطرق عملها غير الاحترافية؟

كان بودى تشجيعك على زيادة جرعة الاطمئنان داخلك، غير أننى مدفوع دفعاً للقول بإنه يصعب الجزم بأن عقلية ونفسية الشرطة قد تبدلت، وأنها لم تعد شاعرة بغصة ونقمة، بسبب انكسار هيبتها، وانهيار مملكتيها، أبان أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ويتجلى ذلك بوضوح فى تعاملها الخشن مع أناس لا تربطهم صلة بعالم الجريمة وليسوا متهمين، ويبدو أن الطبع يغلب التطبع، فرجال الأمن غير قادرين بعد على إتباع أساليب فى التفاهم والاستجواب تخلو من الإهانة والضرب.

أعرف أن التغيير ليس سهلاً على العاملين فى الجهاز الشرطى الذين لم يتقبلوا بعد فكرة أنهم لم يعودوا باشاوات زمانهم، ويتعين عليهم مغادرة أبراجهم العالية التى كانوا يتحصنون فيها بدون أن يجرؤ كائن من كان على اقتحامها، واعتقادى أن وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، الساعى بقوة للقضاء على مماليك الإجرام فى شتى محافظات البلاد لديه فرصة عظيمة لتبديل الصورة الذهنية السيئة عن وزارة الداخلية، ولكن كيف ذلك؟

عليه البدء بتقديم اعتذار واجب للشعب المصرى عن فترة حالكة الظلمة تولى فيها قيادة الوزارة اللواء حبيب العادلى، لإزالة ما رسب فى النفوس والضمائر من حقد ورغبة فى الانتقام من قبل عائلات اعتقل بعض أفرادها بدون ذنب ولا اتهام، وظلوا فى غياهب السجون لسنوات، هؤلاء كانوا أفضل حالاً ممن قتلوا تحت سياط التعذيب فى معتقلات أمن الدولة وغيرها من الأجهزة الأمنية المعلومة وغير المعلومة لنا، الاعتذار سيمد جسرًا من الود مع الجماهير الحريصة على عدم إهدار هيبة الشرطة، وأن تقوم بعملها بالشكل الأمثل وبما يتوافق مع احترام حقوق الإنسان، كذلك بإمكان جمال الدين التكفير عن ذنوب سابقه للوزارة التى يرأسها باجتثاث جيوش البلطجية الذين كانوا من بين أدوات عمل الداخلية لمدة طويلة، وهو وغيره من القيادات يعرفون الرؤوس الكبيرة لمملكة البلطجة وباستطاعتهم جمعهم ـ إذا رغبوا خلال ساعات قليلة ـ، فهذا الإجراء سيعمق إحساس المواطن بالأمن، وسينصرف تركيزه لتأدية عمله بجد واجتهاد، وهو ما سيعود على البلد بالخير، أهلا وسهلا بعودة وزارة الداخلية، ولكن بثوب جديد يحميها ويحمينا من الشطط وسوء استغلال السلطة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة