جمال نصار

التغيير الذاتى للوصول إلى التقدم

الخميس، 13 سبتمبر 2012 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تغيير إلا إذا حدث تغيير إيجابى فى عالم السلوك، التغيير سُنة مجتمعية لا سُنة فردية، وهى سُنة دنيوية لا أخروية، فلا بد أن يغير المجتمع نفسه أولا حتى يُحدث الله التغيير فى أحواله الخارجية، والتغيير لا يحدث فى الخارج إلا إذا تم فى الداخل واكتمل «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» «الرعد: 11».

وللتغيير مجالات،أولها العقل، وثانيها القلب، وله مراحل: أولها مرحلة الإنكار، وليس المقصود بهذه المرحلة إنكار الذنوب والمعاصى بمعناها المألوف لدى الكثير منّا، وإن كانت داخلة فى الإنكار، بل المقصود إنكار أشمل من ذلك، المقصود إنكار تقصيرنا الراهن فى المجال العلمى، وإنكار التقصير فى المجال الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، وإنكار التقصير فى المجال التربوى والتعليمى، فينبغى أن ننكر على أنفسنا وضعنا الضعيف فى كل شىء، حتى أصبحنا لا نساوى شيئا.

وثانيها: مرحلة المقاومة، وسوف تتعرض العملية التغييرية للمقاومة من قِبَل الجاهلين بها، والمستفيدين من ثبات الأوضاع المزرية، ولسوف تُوضع العراقيل، ويشتد الغضب على القائمين على العملية التغييرية، وتُكال لهم التهم والنعوت حتى ينفض الناس عنهم، ولابد فى هذه المرحلة من صبر القائمين عليها، واحتمال كل ما يوجه إليهم.

وثالثها: مرحلة الاكتشاف، وفى هذه المرحلة سيُقبل الناس، أو قُل إن شئت العقلاء من الناس، على دراسة هذا الأمر الجديد والتعرف عليه، أو هذه العملية التغييرية الجديدة والبحث فى أمرها.

ورابعها: مرحلة الالتزام؛ وفيها يتساءل الناس عن أدوارهم فى هذه العملية التغييرية بعد أن تعرفوا عليها واكتشفوها واقتنعوا بجدواها وأهميتها، وعندئذ لن يكون للمعارضين ثقل، وسوف يدخلون جحورهم لا يخرجون إلا حالة غياب المصلحين، ولنجاح أى أمة أو حضارة فى عملية التدافع لا بد لها من مواصفات ثلاث أساسية، هى: تطوير مستمر، فالحياة لابد لها من تطوير ذاتى مستمر، فى مجالات الحياة الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، التعليمية، الحربية.. والخلق الحضارى المميز، بحيث تكون هذه الأمة أو الحضارة مثالا يتغنى به عبر الأجيال والقرون، كما كانت الحضارة الإسلامية، فشهد لها الأعداء.. والقدرة على استخدام أدوات القوة، ففى السياسة تعتبر أدوات القوة أو الفعل ثلاثًا، هى: المال وما يتعلق به، والإقناع وهو هذه القوة الفكرية المنطقية التى تسمح بإقناع طرف ما بأن يخضع لرغبة الطرف الموجه للفكرة، والقوة المادية وما يصب فى جانبها من عناصر القوة الصلبة.

هذه العناصر الثلاثة تشكل جوهر أدوات القوة التى تستخدم فى الصراع، ووراءها تقف كل الإمكانات المادية والبشرية والمعرفية، فالمال والإقناع والقوة الصلبة هى الأدوات المستخدمة فى الساحة مباشرة لفرض إرادة طرف ما على طرف آخر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمود المالح كاتب سيناوى

الترايط والتعاون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة