محمد إبراهيم الدسوقى

دماء المتظاهرين

السبت، 18 أغسطس 2012 04:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الداعية الأزهرى هشام إسلام، أقام الدنيا ولم يقعدها بفتواه غير الحصيفة بإهدار دم المشاركين فى المظاهرات المناوئة للإخوان المسلمين يوم الرابع والعشرين من أغسطس الجارى، لأنهم فى نظره من الخوارج، ورغم اعتراضى الشخصى على دعوة ثورة الرابع والعشرين، فإننى شعرت بخوف امتزج بالحزن من صدور الفتوى السالفة.

أسباب خوفى لا تتصل فقط برفضى التام إهدار دماء المصرين، مهما تعددت المبررات، وأن التظاهر حق مكفول للجميع ولا يخرج المصرى من عباءة الوطن والدين، وإنما لأن صبغة العنف المنتشرة فى مجتمعنا هذه الأيام قد اتسعت رقعتها لتهيمن أيضا على الفتاوى الدينية، وما أحزننى أكثر فكرة استسهال سفك دماء بنى وطنى، فالداعية المنتمى لمؤسسة الأزهر العريقة لم يراع فلسفة الوسطية المستند إليها الأزهر منذ نشأته، وحرص القائمون عليه فى الشهور المنصرمة على تأكيد هذا الجانب، لمواجهة نزعات التطرف والتشدد البادية فى خطاب كثير من الجماعات والشخصيات الدينية التى امتلأت بها الساحة المصرية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
ثم لماذا قرر الشيخ الجليل أن يبدأ من كلمة النهاية وليس البداية؟ بمعنى ألم يكن من الأجدر أن يوجه النصح للراغبين بالمشاركة فى هذه المظاهرة بمراعاة حال البلاد والعباد، وأنها لا تحتمل المزيد من التفسخ وانقسام الصف، فقد قفز لاستصدار حكمه بالإعدام، حتى قبل أن يسمع مرافعة الدفاع فى قضية أظنها غير ذات صلة بالناحية الدينية اللهم إذا جاهر بعض من سوف يشارك بإنكار ما هو معلوم من الدين، حينها يحق لهشام إسلام وغيره التدخل بثقلهم لردع وترهيب هذه الفئة.

أتساءل كذلك: لماذا لم يضع الداعية فى اعتباره أن تسرب إباحة استخدام العنف بفتوى معتمدة من شيخ أزهرى سوف يشجع الأفراد والجماعات على تحوير الفتوى واستغلالها فى مواضع أخرى وتصبح ذريعة للقتل بغطاء دينى كامل، وهل غاب عن شيخنا أن مشكلتنا فى سيناء حاليا مردها استحلال جماعة الجهاد والتكفير دم عناصر القوات المسلحة والشرطة، وأنه يحق لها اللجوء للعنف لنصرة الدين؟

وربما يكون خطأ هشام إسلام الجسيم جرس إنذار للأزهر بأن تقتصر الفتاوى على جهة معينة فى المشيخة، وأن يعاد تأهيل دعاته، حتى نجنب المجتمع العواقب الوخيمة لفتاواهم التى يشتم فى بعضها رائحة نفاق الحاكم.

إن مصر تحتاج للاتزان والتعقل وليس لدعوات سن السيوف لجز رقاب المعارضين والمخالفين للسلطة، نحن فى غنى عن العنف ياسادة، خاصة المتمسح فى الدين الحنيف الداعى للفضائل ومكارم الأخلاق والتى ليس من بينها العنف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

wصوت ضميرالحق الخالد

ان طلبناالتطهيرفى الازهر

فيجب انتقائه من المتشددين بدون وعى عندهم يزكر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

مطلب ثورى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة