محمد إبراهيم الدسوقى

وبدأت رئاسة مرسى

الإثنين، 13 أغسطس 2012 11:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سواء كنت من أعضاء ومؤيدى ومحبى الإخوان المسلمين، أو من المعارضين الأشداء للجماعة، أو من الكارهين والناقمين عليها وعلى تولى مرشحها الرئاسة، فلا مناص من إجماعنا كمصريين، قبل أى شىء، على الإشادة بشجاعة وجرأة قرارات الرئيس محمد مرسى، التى أعلنها أمس ـ الأحد ـ ورفع القبعة له. وإن تأملت بتمعن مجريات الأحداث، منذ مذبحة رفح، فسوف تستدعى الذاكرة سيناريو ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات، فى عام 1971، عندما أزاح قيادات العهد الناصرى، الذين كانوا يتوهمون أن خليفة عبد الناصر شخصية ضعيفة يسهل ترويضها، وتوجيهها للاتجاه الذى يحددونه مسبقًا، لظنهم أنهم الأجدر والأحق بقيادة البلاد، وأنهم قادرون ـ إذا رغبوا ـ على شل حركة الرئيس ومفاصل الدولة بحيث لا يقدر على تحريك كرسى من مكانه، فما بالك باتخاذ قرار لا يتوافق مع هواهم.

ولاحظ معى التقارب فى كثير من الجزئيات فى النظرة الشعبية والسياسية للسادات ولمرسى فى بدايات توليهما السلطة قبل أن يفصحا عن مكامن قوتيهما، ولو أن معركة مرسى كانت أشرس وأعنف من معركة السادات فأول رئيس منتمٍ للإخوان كان مطالبًا بإعادة الجيش لثكناته بعد قرابة 60 عامًا من خروجه منها، للقيام بثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952، واسترداد الحكم المدنى الصرف الذى قبع فى منطقة الظل لا يبرحها، ولا يستطيع أن يطل برأسه من النافذة، بالإضافة لاقتلاع جذور دولة الرئيس السابق حسنى مبارك، بعدما عاندت مرسى ووقفت ضده، وناصبته العداء، وسعت بما تبقى لديها من طاقة وأدوات لعرقلة مخطط بناء مصر الأمل.

لقد فعلها مرسى واقتحم عرين الأسد، الذى لم نكن نجسر على الاقتراب منه ولا الحديث عنه، وهو المؤسسة العسكرية العتيدة، وأقال المشير طنطاوى، والفريق سامى عنان، وألغى الدستور المكمل، وغيرهما من قرارات مثلت انقلابًا سياسيًّا مكتمل الأركان والأضلاع. وبحق فإنها إيذان بالإسقاط الفعلى لجمهورية مبارك، وما سيتبقى منها سيفقد البوصلة والدعم الذى كان متاحًا لها، نظرًا لبقاء شخصيات مؤثرة فى مواقعها، رغم ارتباطها والتصاقها بنظام اندلعت ثورة لهدمه.

وبعد خفوت نشوة الابتهاج بخطوات مرسى، وانتهاء مسيرات التأييد والترحيب، فإنه يتحتم على رئيسنا الهمام الالتفات لحقيقة لا يمكنه الهروب منها ولا إنكارها، هى أنه بات قابضًا بشدة على كامل صلاحيات الرئيس بدون نقصان، وأن رئاسته بدأت واقعيًّا منذ أمس. ومن الآن فصاعدًا نستطيع محاسبته حسابًا عسيرًا على تشييد دولة ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتحقيق أهدافها فى العدالة الاجتماعية، والمساواة، والرخاء الاقتصادى الذى يعم خيره على الجميع، خاصة طبقة المحرومين فى ربوع الوطن المترامى الأطراف.

ومن ثم لا نريد تعليق الإخفاقات وعدم حل المتاعب اليومية للمواطنين المحرومين من خدمات الكهرباء، والماء النظيف، وفرص العمل، والتعجيل بكتابة الدستور الجديد على شماعة الطرف الثالث، فنحن نعرف على وجه اليقين من اللهو الخفى الذى حملناه مسئولية ما صادفنا ـ ولا يزال ـ من أزمات عويصة لا نكاد نستريح منها، ونلهث دومًا خلفها، وتتفاقم مع توالى الأيام. فى المقابل أهمس فى أذن القوى الليبرالية وغيرها من الداعمين والداعين لمدنية الدولة بالتكاتف والاحتشاد وراء مرسى، وأن تتراجع حوارات الأخونة والتخوين، وأن نلتفت لما ينتظرنا من تهديدات وتحديات للأمن القومى، والتخلص من دويلة البلطجة، واستعادة القانون والاحتكام إليه وإلى روحه وليس لنصوصه الجامدة وحدها، وأن يُضرب على يد الفاسدين، والمروجين للشائعات، وللشقاق بين مكونات المجتمع، والفتنة الطائفية، وعودة العجلة لزمن غابر. هذه رسالة مهمة للدكتور مرسى نرجو أن تصل إليه، ونختمها بكلمة واحدة "برافو يا دكتور"، وفى انتظار المزيد، ونشكرك على عيديتك المبكرة لعيد الفطر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد يحيى

مقالة ممتازة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود - المنصورة

مقالة محترمة جدا، وملخصة بإتقان وموضوعية

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام المصري

تسلم ايدك مقال رائع و منصف

التعليق فوق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة