محمد إبراهيم الدسوقى

هذا عمك محمد نجيب

الإثنين، 30 يوليو 2012 09:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهر يوليو كان ـ ولا يزال ـ حافلاً باشتباكات وصدامات ملتهبة بين مؤيدى ثورة 23 يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر، فى عيد ميلادها الـ 60، وبين المتحمسين للرئيس محمد مرسى، حول فضل الرئيس الراحل على البلاد، وقدر ما ناله البسطاء والفقراء من رعاية وتعليم وخدمات لم يكونوا يحلمون بها ـ وهذه حقيقة غير قابلة للتشكيك - وأنه لولا إنجازات عبد الناصر لكان سيتعذر على مرسى وأقرانه من المنتمين للطبقة المتوسطة تحسين أحوالهم الاجتماعية عبر بوابة التعليم المجانى الذى توفر للجميع بدون استثناءات ولا اشتراطات.

كل جبهة بذلت جهدًا جبارًا للتدليل على صحة موقفها، وأن الواقفين على الضفة الأخرى على خطأ، بل إن حماس بعضهم لعبد الناصر جعلهم يتمنون لو أن الزمن يجود بمثله الآن، لأنه بفكره ومنهجه هو الأنسب لهذا العصر، ليناضل من أجل الوطن وضد من يحاولون تغييره وتغييبه، والمقصود بطبيعة الحال هم جماعة الإخوان المسلمين. وبمقدورنا استيعاب وتفسير الشطط الذى سيطر على بعض مناصرى الزعيم الراحل، الذين اعتبروا هجوم مرسى غير المباشر عليه إنكارًا كليًّا لوضع الرجل التاريخى، مما يستدعى معه الذود عنه، وإعادة الاعتبار إليه، وذاك حق لا ننازعهم فيه، غير أن ما هالنى أن أحدًا من هؤلاء لم يكلف خاطره بذكر فضل شخص اسمه اللواء محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية، عقب ثورة 23 يوليو.

ففى خضم الهجوم والهجوم المضاد سقط نجيب من الذاكرة القومية، إلا من سطور متناثرة فى صحفنا المحتفية ببلوغ الثورة سن الستين، فنجيب كان الرئيس الأسوأ حظًّا، رغم أن ذنبه الوحيد أنه طالب الضباط الأحرار بالرجوع إلى ثكناتهم، وطالب بعودة الأحزاب، وأن يكون الحكم مدنيًّا خالصًا، بعد أن أدوا واجبهم فى الإطاحة بالنظام الملكى. وعن نفسى لست من مشجعى النبش فيما وقع بالماضى، والبحث عن الجانى والمجنى عليه، فالحكاية معروفة للجميع، ولن يجدى استرجاع تفاصيلها وقسوتها.

لكن ما أتمناه أن نعيد قدرًا يسيرًا من المكانة والحفاوة لنجيب فى عصر ثورة الخامس والعشرين من يناير، فقد عانى معاناة شديدة إلى أن لقى وجه ربه بداية الثمانينيات من القرن الماضى، من خلال ذكره فى كتب التاريخ وما فعله فى أثناء الأشهر القليلة التى شغل فيها الرئاسة، وأن نتذكره فى يوم وفاته، مثلما نفعل مع عبد الناصر وأنور السادات، وأن نسعى لتخصيص متحف لمقتنياته، وأن نراعى من تبقى من أسرته التى قاست فى حياته وبعد مماته.

ولك أن تتصور ما حل بهم، حتى أن حفيده محمد يوسف طلب حصول أسرته على معاش، وقال: إن أباه، الذى عمل سائق تاكسى، عاش فى غرفة فوق السطح. وذكر أنهم فور وفاة الجد طردوا من المنزل الذى أقاموا فيه، حينما قرر السادات انتشاله من الإقامة الجبرية فى المرج، حيث عاش سنوات طويلة عجافًا وحيدًا مع حيواناته الأليفة.

كما أتمنى، ونحن نحتفل بانتصار العاشر من رمضان، أن تبادر القوات المسلحة بتكريم نجيب التكريم الذى يليق بكونه عسكريًّا خدم بلاده بشرف وأمانة، ولم يتلوث ثوبه يومًا بفساد أو استغلال للنفوذ، وأن يُحكى تاريخه، ويجب علينا كمواطنين ألاَّ نقبل مرة أخرى بتلوين صفحات التاريخ، وإسقاط المغضوب عليهم منه، إرضاءً للحاكم أيًّا كان.

وكما طالعنا يومًا كتاب السادات "يا ولدى هذا عمك جمال" أرجو أن نقرأ قريبًا آخر بعنوان "يا ولدى هذا عمك محمد نجيب".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

الديب

جزاك الله خيرا ايها الصحفى النبيل

عدد الردود 0

بواسطة:

الحبشى

صدقت يا دسوقى

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مهدى

كلام فى الجوووووووووون يا استاذ محمد

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

محمد نجيب أسم لا ينسى

عدد الردود 0

بواسطة:

حجازى

أفضلهم

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد عبد الله

أكرمك الله

عدد الردود 0

بواسطة:

Elmasryahmed

رحمة الله عليك 

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد المصري

الذين يترحمون علي عبدالناصر

عدد الردود 0

بواسطة:

اروي

عبدالناصر لمن لايعرفه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة