كريم عبد السلام

حتى تنجح حملة «وطن نظيف»

الإثنين، 30 يوليو 2012 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تتوقعون نجاح حملة «وطن نظيف» فى إنقاذنا من جبال القمامة المتراكمة فى شوارعنا؟ البداية مبشرة بالفعل، المحافظون، خاصة فى القاهرة والجيزة والإسكندرية ووزير البيئة ومسؤولو المحليات نزلوا الشوارع للإشراف على أداء الحملة وطلبوا تقارير يومية بكميات القمامة المرفوعة والعقبات أمام تنفيذ المهام، لعرضها مباشرة على المسؤولين فى الرئاسة.

ورافقت الحملة التى تصدى لها القطاعات المعنية فى الوزارات والحكم المحلى، حملة شعبية موازية، تضم آلاف المتطوعين الشباب والمحفزين والمراقبين لأداء الأجهزة التنفيذية، للمشاركة عمليا فى تنظيف الشوارع والتوعية بأهمية التطوع لخدمة البلاد والمساهمة فى نظافة الوطن.

كل هذا جميل، لكنه بشأن البدايات عندنا حماسية تخلق طفرة فيما تريد تحقيقه لكنها تظل طفرة مؤقتة، سرعان ما يغلبها واقع الحال وتعود ربما لعادتها القديمة أو جبال القمامة المتراكمة فى منتصف الشوارع لا تفرق بين شارع راق أو منطقة عشوائية، ولعل استنكار مسؤؤلى الأحياء من عودة القمامة بسرعة إلى مراكزها فى الشوارع رغم الجهود الجبارة لإزالتها يوضح الفارق بين اعتماد الحل العاطفى الإعلامى والحلول العملية المستمرة لمواجهة المشكلة.

أول الحلول العملية لمواجهة مشكلة القمامة تبدأ بالسؤال: هل المشكلة المستفحلة طارئة أم مزمنة؟ هل كنا منذ سنوات قليلة نعيش كما نحن الآن وسط هذه الأكوام أم أن أحداثا وقرارات خاطئة أدت إلى ما نحن عليه؟

بالفعل المشكلة طارئة وتبدأ بتدمير نظام جمع القمامة من المنازل، وهو النظام الذى كان معمولاً به فى جميع المحافظات ولا يؤدى إلى إلقاء المواطن كيس زبالته فى الصندوق أو الشارع عند امتلاء الصندوق.

طيب لماذا توقف الزبالون عن جمع القمامة من المنازل؟ لعدة أسباب فى مقدمتها القرار الفاسد بإسناد المهمة للشركات الأجنبية، والقرار الفاسد بذبح الخنازير التى كان الزبالون يعتمدون عليها فى استيعاب %60 من القمامة العضوية التى لا يمكن تدويرها وإعادة تصنيعها والسبب الثالث عدم اعتماد التوسع فى إنشاء مصانع لتدوير القمامة فى مناطق صناعية وحرفية مجاورة للمقالب الكبرى وأماكن التجميع المركزية للقمامة باعتبارها مشروعات كثيفة العمالة ومنتجة وتحل أزمة تراكم القمامة فى الشوارع وجزءا من أزمة البطالة!

لن تحل أزمة القمامة فى القاهرة والمحافظات بالحملات الدعائية ولا الحملات الشعبية فقط مهما كانت صادقة النوايا، لأن الواقع له قوانينه العملية التى لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة