محمد إبراهيم الدسوقى

جماعة الإخوان المسيحيين

الثلاثاء، 10 يوليو 2012 11:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الواضح أن تجربة جماعة الإخوان المسلمين المتميزة والمحيرة فى الصعود والصمود السياسى، والذى تكلل بتولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة، فتح شهية أقباط مصر لاستنساخها، ودفع الدكتور ميشيل فهمى، لتأسيس جماعة الإخوان المسيحيين، وحدد أهدافها فى تأصيل الهوية، وتفعيل مبدأ المواطنة، ونشر الوعى السياسى. وبرر الدكتور فهمى خطوته تلك ـ تأسيس الجماعة ـ بأن الإخوان المسلمين يحكمون سيطرتهم على الشارع المصرى دون منازع، وأنه لابد من إحداث توازن فى القوة، من أجل أن تستقيم وتعتدل كفة الميزان بين عنصرى الأمة المصرية، خصوصا وأن تعداد الأقباط يصل إلى 15 مليونا، حسبما صرح الناشط القبطى.

وبما أن الأمر هكذا، فدعونا نناقشه بهدوء، ونفتح باب الحوار العقلانى، لبيان النافع والضار من تشكيل جماعة تأسست على قاعدة طائفية صرفة، رغم تأكيد القائمين عليها أن عضويتها ستكون مفتوحة لجميع المصريين. وأول ما سنطرحه بهذا الصدد يتصل بافتتان بعض النشطاء المسيحيين بالإخوان المسلمين، التى ظلت حتى وقت قريب جماعة محظورة، ومطاردة من كافة أجهزة الدولة العميقة، وكان يُنكل بمن ينضم إليها.

جذور الإعجاب ليست حديثة العهد، فالكل يتذكر جماعة الأمة القبطية التى شكلها المحامى إبراهيم فهمى هلال، فى سبتمبر 1952، وليس خافيا أنه استوحى شعاره من شعارات الإخوان المسلمين، وما لا يفطن إليه كثيرون أن مؤسس الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، كانت تحركه النوازع والغايات النبيلة لإعادة المسلمين إلى حصن الدين الذى هجروه، وتمهيد الطريق لإقامة دولة إسلامية، غير أن المحيطين به أفسدوا كثيراً من مقاصده باللجوء للعنف كوسيلة تقودهم لإنجاز ما حلم به البنا.

سيأتيك الرد السريع بأن الإخوان المسيحيين ليست جماعة دينية، وأن نهجها علمانيًا، وأنها ترمى فقط للدفاع عن قضايا الأقباط وتوعيتهم سياسياً، هذا كلام طيب، ولكن من يضمن لى ولك ألا تحيد عن هذا الخط، خاصة وأن مؤسسيها أعلنوا بوضوح رغبتهم فى الاحتذاء بما فعله الإخوان المسلمون بالوصول لحكم البلاد. كذلك سيرد بأن بعض الأحزاب فى أوروبا تسمى المسيحى، وأنها أبعد ما تكون عن المسائل الدينية، أوافقك الرأى، لكن فى أوروبا استقر الحال على الفصل والطلاق بين الدولة والدين، أما فى مصر فالمعادلة مغايرة ويصعب الفصل بين الطرفين بنفس السياق الأوروبى.

على الجانب الآخر، فإن نجاح الإخوان المسلمين يعزو للثورة، وبدونها لم يكونوا ليحصلوا على ما نالوه من مكاسب سياسية خلال الأشهر الماضية، ثم أن اعتلاءهم السلطة لم يكن مريحاً لشرائح عديدة فى المجتمع المصرى الذى يبحث عن أداة لتفكيك جماعة الإخوان المسلمين، والاكتفاء بذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة، لتجنب فكرة الخلط بين السياسى والدينى، بينما يفكر مؤسسو الإخوان المسيحيين فى تشكيل حزب بنفس الاسم، وبدلا من القتال على جبهة واحدة سيمتد لجبهتين مع العلم أن وجود جماعة الإخوان المسيحيين لن يكون موضع ترحيب شديد من جماعات إسلامية، وإنما سيحرك المخاوف وطاقات التحفيز والتربص لكل شاردة وواردة.

كذلك فإن من بين المعلن من أهداف جماعة الإخوان المسيحيين، التى سوف تسعى للعمل بموجب ترخيص يقيها شر المحظورة، الدفاع عن مطالب الأقليات وفى المقدمة المسيحية، وأنه سيتم الدفاع عن أية فئة مضطهدة، حينئذ ستفتح أبواب جهنم الموصدة لماذا؟! لأنه سيدخل من ضمنها على سبيل المثال طلبات البعض، كالبهائيين وغيرهم من الملل والنحل، وكلنا يعلم أن السنة ينظرون إليهم كخارجين عن الدين القويم، ومن ثم ستنفجر الألغام يمينًا ويسارًا، والصراع آنذاك سيكون على خلفية دينية وليس سياسية.

ومع احترامى الشديد للنيات الحسنة للراغبين من المسيحيين فى الاقتداء بسيناريو الإخوان المسلمين، فإننى أدعوهم لتغليب الصالح الوطنى على ما سواه، وإن كان ولابد من تأسيس جماعات فلتكن على أرضية وطنية تبحث عن المشترك بين المسلمين والمسيحيين والبناء عليه، ولا أدرى لماذا لم يطلق على الجماعة الجديدة "الإخوان المصريون"، وأن تكون حاضنة للمصريين وليس وعاءً مسيحيًا صرفا يجمل بزهرة من هنا وهناك، لكنها لا تغير حقيقته، ولا تزيل الشك من النفوس الخائفة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

Peter Wagdy

كلام مظبوط

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

المقال مخصص للهجوم علي الاخوان المسلمين ايضا

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل السوهاجي

الإخوان في الله

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

ليه الكيل بمكيالين

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال احمد

يارب نفهم ونفكر في البلد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة