د. جمال نصار

مبروك لمصر النصر.. وهيا إلى العمل

الخميس، 28 يونيو 2012 04:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أنها لحظة تاريخية عاشها المصريون فى الداخل والخارج، بل كل العالم العربى والإسلامى، بعد حبس الأنفاس وانتظار طويل قبل إعلان فوز مرشح الثورة الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية. شعر الجميع بميلاد جديد، وانطلق الجميع فى معظم ميادين مصر فى فرحة عارمة يستحقها الشعب المصرى العظيم الذى انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، انتصرت فيها الثورة على أعدائها بفضل من الله، وكأن اللحظة هى هى يوم أن تنحى المخلوع فى 11 من فبراير عام 2011، حيث عاشت مصر كلها فى فرح وسرور.

مبروك للشعب المصرى التغيير الذى انتظرناه طويلا، فبعد أن حكمنا العسكر لفترة طويلة ها نحن نشاهد انتخاب أول رئيس مدنى بطريقة ديمقراطية أبهرت العالم كله، وأكدت أن الشعب المصرى قادر بكل تأكيد على تنفيذ إرادته الحرة، واختيار من يمثله فى المرحلة القادمة.
مبروك للرئيس محمد مرسى ثقة الشعب المصرى فى اختياره بعد جهد متواصل بذله كل محبيه وأنصاره، وأصبح من الآن رئيسًا لكل المصريين، سواء من انتخبه أو من لم ينتخبه، فالمهمة صعبة وكبيرة، نسأل الله أن يوفق الرئيس ومن حوله من المساعدين والمستشارين إلى خير مصر ونهضتها.

مبروك للقوى الثورية الشبابية والسياسية والأحزاب التى ناضلت من أجل ظهور فجر جديد نتعاون فيه جميعًا، وننسى خلافاتنا، ونتحد من أجل غد أفضل، لا يتربص كل منّا بالآخر، بل نكون عناصر بناءة لا معول هدم، فقد ناضلنا جميعًا من أجل إزاحة هذا النظام الذى أجرم فى حق شعبه وأمته، وحاول فى اللحظات الأخيرة إعادة إنتاج نفسه مرة أخرى، ولكن إرادة الله وفضله، ثم رغبة الشعب المصرى فى التغيير، أكدت أننا جميعًا نستحق هذا النصر.

مهمة الرئيس إذن فى المرحلة القادمة صعبة، ويحتاج منّا جميعًا التعاون معه بالفكر والرؤية والعمل، كل فى ميدانه وعمله، والشعب المصرى ينتظر من الرئيس الوفاء بوعوده، ومن أولى أولويات قطاعات واسعة من الشعب المصرى، خاصة الفقراء ومتوسطى الدخل منهم، هى تحقيق العدالة الاجتماعية، وليست هى الحد الأدنى والأقصى للأجور فقط، ولكنها إعادة توزيع الدخل والثروة فى المجتمع بالمعنى الواسع، وتحسين نوعية حياة المواطنين، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم تبنى عدد من السياسات، واتخاذ مجموعة من الإجراءات منها:

تحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين، سواء كانت الصحة أو التعليم أو مياه الشرب أو الصرف الصحى، والتحسين لا يقصد به فقط الإتاحة ولكن الجودة، فالمواطن المصرى الفقير الذى ليس فى وسعه سوى استخدام الخدمات الحكومية المجانية أو المدعومة يعانى معاناة شديدة من نوعيتها المتردية. وعلى هذا فإن التحسين النسبى لنوعية حياة المواطن يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة لضخ مزيد من الموارد لتحسين نوعية الخدمات من ناحية، وتوفير كوادر بشرية قادرة على تقديم الخدمة بجودة أعلى من ناحية ثانية، وتأسيس نظام للمحاسبة والمساءلة يضمن تحقيق ذلك من ناحية ثالثة.

والاهتمام بالمناطق الريفية التى تعانى من تردى نوعية الحياة بشكل خطير، تجلى فى ارتفاع معدلات البطالة، وازدياد الأمراض القاتلة مثل الفشل الكلوى، والالتهاب الكبدى الوبائى، نتيجة التلوث الرهيب الذى تعانى منه القرية المصرية وغيرها.

وإعادة النظر فى توزيع الدعم على القطاعات المختلفة، وأيضًا تحسين طرق استهداف الفقراء.. أعان الله الرئيس المنتخب على خدمة شعبه وأمته، وعاشت مصر حرة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة