سامح جويدة

تغيير.. حرية.. ضبطية قضائية

الأحد، 17 يونيو 2012 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما كان قانون الطوارئ مخصصا للإرهابيين وتجار المخدرات، أما الآن وبعد أن أصبح الشعب والجيش إيد واحدة، فقانون الضبطية القضائية للجميع.. فنحن نعيد أسطورة «مصر أم الدنيا»، لتصبح أكبر سجون الدنيا.. فقف فى الصفوف صاغراً صامتاً سعيداً بإنجازات ثورتك المجيدة، لأن أى همهمة أو بلبلة فى الصف تعنى أن يسحبك صف ضابط من قفاك ليستضيفك كأسير حرب محلى بلا أى حقوق دولية، أو كجاسوس بلا دية.. ومن جرّب منكم دهاليز ومعتقلات أمن الدولة أو سمع عنها فليترحم عليها، فنحن نعود إلى أحضان صلاح نصر، وفيلم «الكرنك» والشعب كله «سعاد حسنى».. فهل كان حسنى مبارك أرحم.. أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟.. على أى حال المجرم برىء حتى تثبت إدانته، أما المخلوع فبرىء حتى تثبت إدانتنا جميعا، وإذا كان الثوار كلهم عملاء كما يقولون، والإخوان ضربونا من السطوح كما يدّعون، فمن الطبيعى أن نعيش المدنية فى رداء عسكرى، لأن الواضح أنها ثورة «تنكرية»، ومن تظنه فتحى يطلع فتحية.. وكنا ننتظر من الجيش أن يعود إلى ثكناته بعد الانتخابات، ولكن الواضح أننا سنذهب للثكنات، ويستمر هو فى إدارة البلاد، فهو صمام الأمان بعد أن حوّل الشعب لأنابيب بوتاجاز قابلة للانفجار الذاتى.. فاحذر من «التنفيس»، ولا تسب الحكام حتى فى سرك، أو تعتصم غاضبا فى مقر عملك، أو تقف مع شلة على ناصية بيتك، لأن الوضع الأمنى دقيق وحرج، والحفلة التنكرية لم تنته بعد، والواضح أنهم يرونا جميعا فى ملابس بلطجية، وأن كل من ثار أو أعلن العصيان على المخلوع من نسل طهران، أو من صفوف حماس، أو ميلشيات أفغانية، فالمصريون لم يشاركوا فى ثورة 25 يناير بل طلبوها «دليفرى» من الدول المجاورة.. لذلك كان طريق التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية أن يغيروا قانون الطوارئ بالضبطية القضائية، وأن يغيروا أمن الدولة بالمخابرات والشرطة العسكرية، وأن تمنع الحرية عن الجميع كأنها أحكام عرفية.. لذلك كذاب كل من قال لك إن عجلة الزمان لا ترجع للخلف، فنحن عدنا لكلاسيكيات السينما المصرية، وبداية الحقبة العسكرية.. رجعنا لأمجاد «الكرنك»، و«احنا بتوع الأتوبيس»، و«زوار الفجر» رغم أنها إنتاج السبعينيات، وتتحدث عن ستينيات القرن الماضى، فهل تتحول 25 يناير إلى 23 يوليو لنبدأ فى البحث عن الحرية من جديد؟.. هذا جائز، لأن النعمة ليست فى الحصول عليها، بل فى الحفاظ عليها، وثورة 25 يناير كانت عظيمة، ولكن الجميع تعامل معها كالغنيمة، فأصبحنا فى النهاية أسرى حرب.. فلا تتهموها بالباطل واذكروا محاسن أمواتكم فقد ماتت صغيرة كالملائكة لتتركنا بينهم يأكلون فينا، وكأننا مزرعة بط.. لذلك منعوا عنا أن نسب الحاكم، أو نتظاهر، أو نعتصم، أو نغضب، فقانون الضبطية القضائية يسمح لنا فقط بأن «نكاكى» أمام «الكاكى».. فكاك، كاك، كاك.








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم جويلى

كاتب ساخر ممتاز زى عمنا الراحل جلال عامر

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور/حمزة أحمد

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

Yousif

الله يرحمك يا عم جلال يا عامر

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن محرم

عنوان رائع ومقال أروع

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي

رااااااااااااائع

والله عندك حق..وانت كاتب ومحلل ممتاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة