محمد إبراهيم الدسوقى

العفو عن مصر

الإثنين، 09 أبريل 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأمل بحسرة مصرنا الآن، لتجدها أقرب لسجين بائس قابع فى زنزانته الضيقة، ينتظر بفارغ الصبر الإفراج عنه بعفو صحى، بعدما تدهورت حالته ولم يعد يجدى معها المهدئات والمسكنات، وما يزيدها سوءا أن الكل يتكالب عليها فى وقت متزامن، ويسدد لها بلا شفقة الطعنات النافذة فى سويداء القلب دون الاكتراث بصراخها وتألمها، فالساسة على اختلاف مشاربهم مشغولون بالتخديم على ذواتهم ومكاسبهم، فهل تظن أن اللواء عمر سليمان، عندما تكرم وتنازل وقرر الترشح للرئاسة فكر فى صالحى وصالحك أو حتى بلغه أن أقل تقدير للثورة أن تتوارى رؤوس النظام السابق، احتراما للملايين الذين انتفضوا للتخلص من عهد فاسد أورثنا الفقر والذل والمرض وتراجع المكانة، وأنه لا يصالح للقيام بدور المنقذ والمخلص؟

هو لم ينشغل بهذه الجوانب المنطقية، فباعثه ومحركه غارق فى الشخصنة، ومعه أيضا الفريق أحمد شفيق، وكل من ارتبطوا بعهد حسنى مبارك ارتباط الأم بصغارها، القاعدة تتسع لتشمل الإخوان المسلمين المفتوحة شهيتهم على التكويش على ما تقع أيديهم عليه من سلطات ومناصب، القول ينسحب كذلك على المرشح البارز الشيخ حازم أبو إسماعيل، الذى توفرت لديه فرصة فى اعتقادى أنها نادرة وكانت ستخلد اسمه فى صفحات التاريخ المصرى بحروف من نور، إذا استغلها، فقد كان فى مقدوره إثبات أن بناء مصر الجديدة سيتم بخضوع الجميع لسيف القانون، وأنه يقبل بما ظهر من مستندات تؤكد حمله والدته الراحلة للجنسية الأمريكية، وأن السياسى الحق عليه العمل على تهدئة ثورة أنصاره وليس دفعهم صوب مسالك تضر بالبلاد والعباد، بقاء مصر على هذا الحال غير السعيد سيفقدها تدريجيا قدرتها على تحمل الضربات المتوالية من الداخل الذى لا يريد تقدير ضعفها وعجزها وحاجتها لمن يأخذ بيدها وليس من ينثر الأشواك والألغام فى طريقها.

هل فكرنا للحظة أننا نحولها للقمة سائغة للثعالب المنتظرة على حدونا مع إسرائيل التى تنفذ مخططا شيطانيا يهدد أمننا القومى؟ لم يمر بخاطرنا ذلك، فقد أسكرتنا نشوة الانفلات فى الشارع وفى أماكن العمل وفى مجلسى الشعب والشورى والدور جاء على الانتخابات الرئاسية، بالله عليك أخبرنى عن قدر ما قطعنه من تقدم لبناء دولة تليق بوطن نردد فى سهراتنا ومنتدياتنا وبرامجنا الحوارية أننا نعشقه ونحبه، وعلى استعداد لبذل الغالى والنفيس دفاعا عنه، وأن كنا صادقين لنعفو عنه ونتركه يتنفس، لاستعادة حيويته ونضارته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة