د. جمال نصار

خيرت الشاطر ورئاسة الجمهورية

الخميس، 05 أبريل 2012 09:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن طرح اسم المهندس خيرت الشاطر للترشح لرئاسة الجمهورية من قِبل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة أحدث حالة من المفاجأة عند الكثير من المتابعين لهذا الشأن، والسؤال المطروح: هل فعلا جماعة الإخوان المسلمين حريصة على السيطرة والهيمنة على مقاليد الأمور فى هذه المرحلة؟ أم أنها تتصرف بطريقة مدروسة؟.

وللإجابة على هذا السؤال يمكن أن أشير إلى عدة نقاط، الأولى: أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة بشرية من نبت هذا الوطن تسعى للإصلاح والتغيير بكل الطرق السلمية، ومن هذه الطرق العمل السياسى الذى ينضم للعمل التربوى والاجتماعى الواسع الذى يمارسه الإخوان منذ فترة طويلة، الثانية: أن العمل السياسى يتطلب فى كثير من الأحيان المرونة وسعة الأفق، ولا يجب الوقوف عند رأى واحد أو رؤية بعينها طالما أن المصلحة العامة تقتضى ذلك، ولابد أن نفرق بين القرار والوعد، كما عبّر عن ذلك الزميل الدكتور وصفى عاشور «فالفرق كبير بين القرار والوعد، لمّا أعدك بشىء وأتراجع عنه فهذا هو المعيب، أما القرار الذى يخصنى وأتراجع فيه رعاية للمستجدات فهذا أمر محمود، وينبغى أن يكون محل تقدير لا موضع نباح وعويل من الإعلام المسعور»، الثالثة: أن الذى يتحمل المسؤولية فى هذه المرحلة، يتحمل عبئا كبيرا وتركة ثقيلة مُدمرة نالت كل مؤسسات الدولة، ومن ثمَّ وجب علينا أن نعطى الفرصة لمن جاءوا بإرادة شعبية والتعاون معهم والصبر عليهم.

أما الأمر الرابع فهو أن مصر دولة كبيرة، ولا يستطيع فصيل بمفرده مهما كان حجمه أن يتحمل المسؤولية منفردا، وخصوصا فى هذه المرحلة التى تحتم على الجميع التعاون فى المتفق عليه، وهو كثير، وترك المختلف فيه، وهو قليل، طالما أن الذى يجمعنا حب مصر والسعى إلى تقدمها وازدهارها، الخامسة: كل المرشحين على منصب الرئاسة بمن فيهم المهندس خيرت الشاطر مواطنون مصريون لا يجب أن نشكك فى وطنيتهم، وعلى كل واحد منهم أن يقدم نفسه أولا وبرنامجه ثانيا للشعب المصرى صاحب القرار الوحيد فى اختيار رئيسه للمرحلة المقبلة.

السادسة: على الأحزاب والقوى السياسية أن تتعامل مع المسألة على أنها تنافس شريف لخدمة مصر، ولا يجب أن يخوّن بعضنا البعض، ونلصق الاتهامات بالآخر دون وعى أو معرفة، وكما قال الزميل العزيز الأستاذ عماد الدين حسين فى مقاله بصحيفة الشروق «2/4/2012» بعنوان «توقفوا عن الولولة»: «نعم تعهد الإخوان بعدم تقديم مرشح منذ يوم العاشر من فبراير من العام الماضى، لكن من الذى قال إن الوعود فى السياسة مقدسة، الوعود قد تصلح فى علاقة عاطفية بين حبيبين وليس فى التنافس السياسى»، وأخيرا على الإعلام دور كبير فى عرض الحقائق وتبيين المواقف وعرض الأمور بحيادية وموضوعية، لا السعى وراء الإثارة، وصب الزيت على النار لأن الأوضاع لا تتحمل أكثر من ذلك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة