جمال نصار

لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلّابة «2-1»

الخميس، 19 أبريل 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمة الإسلامية اليوم تمر بمرحلة خطيرة من تاريخها الحضارى، تلك المرحلة تتطلب من الأمة جهودًا علمية وفكرية وعملية لتجتاز هذه المرحلة بسلام، وتلك الجهود لابد أن تسير وفق سنن الله فى الكون، لابد أن تفهم الأمة الإسلامية السنن الإلهية فى فقه التمكين، وتتعرف على لوازم هذا التمكين، لكى ترسم أهدافها، وتسعى لتحقيق مآربها وفق السنن الإلهية الجارية على الشعوب والأمم والمجتمعات؛ إذ إن هذا العالم لا يسير جزافًا، كتب الله على خلقه أنه «لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» فيجب على المسلمين أن يتخذوا من هذه الآية قانونًا عامًا للتغيير بكل مستوياته، التغيير الروحى، والعلمى، والتقنى، والاجتماعى، والأخلاقى، والعسكرى، والصحى، والتعليمى حتى تصل بالأمة إلى هدفها، وهو التمكين لدين الله فى الأرض.
وبالبحث فى وقائع التاريخ يتأكد لنا أن الله تعالى يعلمنا بهذه الآية وبآيات القرآن كلها أن التغيير يخضع لسنن ربانية، علينا أن نكتشفها ونوظفها فى بنائنا الحضارى بكل مستوياته، وبهذا يتحقق الإيمان. والإيمان بهذا المعنى جهاد حقيقى، بمفهومه الكبير وفضائه الواسع، وهذا الجهاد هو سبيل الهداية إلى السنن الإلهية والقوانين الربانية، وهو من أخص شروط الحضور الميدانى وممارسة الفعل الحضارى. إن الله قد جعل لكل شىء سببًا، وأمر العباد بتلمس تلك الأسباب حتى يطرقوا سنن الله فى ملكوته، فتتحقق لهم النصرة والغلبة، فأيما أمة قرعت الأسباب من بابها، وتلمست ما كتب الله على الكون من سنن، كُتبت لها السيادة الحضارية، وأيما أمة باتت كسلانة عن البحث فى هذه الأسباب، أضحت وهى لا تملك من أمر العالم شيئًا، بل لا تملك من أمر نفسها شيئًا، وهذا هو حالنا اليوم!
ينبغى أن نصنع أنفسنا بأنفسنا، فوعاء الحضارة لا يُقتبس. إن لم نصنع حضارتنا بأيدينا فلن تكون لنا حضارة، وعلى الرغم من أن الفكر الإسلامى يمتلك طاقات كبرى لحماية الشخصية المسلمة من الذوبان، فإن قضية الاقتباس من الآخر من أخطر المسائل التى اعترضت- وما زالت تعترض- الفكر الإسلامى المعاصر، وهى نبض التأخر الحضارى للمسلمين اليوم، فإن هى توقفت أو رُشِّدَت فسوف نرى نور الحضارة فى سماء بلادنا الإسلامية. إن المرض الذى أصاب الأمة الإسلامية اليوم أن أفرادها يفكرون فيما لهم من حقوق، ولا يسعون لأخذ هذه الحقوق، يفكرون فى ما لهم من مطالب، ولا يؤدون ما عليهم من واجبات، وهذا الذى نشاهده من حال الأمة اليوم تجاه القضايا العامة والخاصة. إن شعبًا كالشعب الفرنسى عندما أراد عزل رئيسه قام بثورة لم تُفض حتى تم عزل هذا الرئيس، لكن الشعوب العربية اليوم يرَوْن العار يصمهم تجاه قضاياهم المصيرية، وقد رأوا حكامهم مكتوفى الأيدى أمامها، ولم يتحرك لهم ساكن، اللهم إلا أصحاب الفكر السليم منهم، وهم قلة إذا ما قورنوا بأعداد الأمة الإسلامية، وقد خاطب الله رسوله فقال: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» - «التوبة: 105».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmad abdelaziz

أعاجيب

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

اكثر من رائع

مقال رائع يا استاذ جمال وبارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

mido

لا اطلب منك ان تكون ليبراليا بل منصفا و وطنيا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد المجيد

اتمنى

عدد الردود 0

بواسطة:

فايز

مقال غير مفهوم

عدد الردود 0

بواسطة:

اسعد محمد

الدكتور جمال من قيادات الاخوان المتلونون المخادعين للشعب المصرى ...عجبى ...

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة