محمد إبراهيم الدسوقى

ليه نحرمهم من الملعب!!

الإثنين، 16 أبريل 2012 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطل علينا اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية، أمس ـ الأحد ـ بتصريحات صحفية تحدث فيها عن وجهة نظره فى قانون منع رموز النظام السابق من الترشح لرئاسة الجمهورية، وخلاصة ما أعلنه أنه سيكون من الظلم البيٌن حرمانهم من المشاركة، وقال بالنص: "ليه أحرم لاعب إنه ينزل الملعب". من حيث المبدأ، فإن رأى اللواء بدين، يتعارض مع تأكيدات المجلس العسكرى المتتالية بوقوفه على مسافة واحدة من كل مرشحى الرئاسة، وأنه لا يوجد مرشح له بينهم.

فمعلوم للكافة أن قانون عزل الفلول يستهدف الحيلولة دون خوض اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، السباق الرئاسى، ومن ثم فإن دعوة بدين ستفهم على أنها تؤيد استمرار سليمان ـ أحد ركائز عهد مبارك الأساسية ـ والذى كان من بين مهامه حماية نظامه، وفعل كل ما يلزم لتجنبه خطر سقوطه، بما فى ذلك التصدى لثوار الخامس والعشرين من يناير. أيضا فإن منطق اللواء بدين يندرج ضمن الغرائب، لأننا لو تمعنا فيه قليلا سنصاب بالفزع، فالحرص على ترسيخ قاعدة أحقية الجميع فى الترشح للرئاسة والبرلمان والمجالس المحلية بدون تمييز شىء، وتمكين رؤوس نظام أطاحت به ثورة شعبية من العودة للسلطة شىء آخر تماما.
إن حرمان سليمان وأمثاله من تقلد مناصب قيادية ـ فى نظرى ـ عقوبة مخففة ورحيمة للمصائب والكوارث التى أوقع فيها هذا البلد، بسبب سياسات شاركوا فى صنعها وتطبيقها، رغم علمهم أنها فاسدة وتغرقنا فى غياهب الاحتكار والتوريث والجمود. كذلك فإنهم غير جديرين ولا مستحقين لمزايا الديمقراطية، التى حاربوها وسعوا جاهدين لإبعاد المصريين عنها، وكانوا يقولون إن الشعب المصرى لا يستحقها، لأنه لم يبلغ مرحلة النضج بعد، فإن كان هذا تفكيرهم وهم فى السلطة، فهل تعتقد جازما بأنهم سيغيرون فكرهم، إذا عادوا إليها من أبوابها الواسعة؟

ولو طبقنا دعوة عدم الحرمان من النزول للملعب، وترك الناس تختار، فإننا سنفتح الباب على مصراعيه للتخلى تدريجيا عن ثورة الخامس والعشرين من يناير، فاليوم ينافس سليمان وشفيق وغيرهما من رجال مبارك على الرئاسة، بعدها سيخرج من يدعونا لفتح صفحة جديدة والتسامح وإخراج جمال وعلاء مبارك من طره ومعهما زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور وحبيب العادلى ومحمد إبراهيم سليمان وغيرهم، وعفا الله عما سلف ولنتركهم ينالون حظهم ونصيبهم فى العمل السياسى، وكأن أيديهم لم تلوث بمظالم ومفاسد وجرائم لا حصر لها، خلال الثلاثين عامًا المنصرمة. إن استبعاد هذه الزمرة من الحكم فيه صيانة ومراعاة لمستقبل مصر، فبكل المقاييس فإنهم مطالبون بالتكفير عن ذنوبهم بحقنا وبحق أجيال ضاعت أحلامها فى الحياة الكريمة وفى الإحساس بالآدمية والاكتراث بهم كبشر يحق لهم رعاية صحية، ومستوى تعليمى جيد، وفرصة عادلة فى الوظائف المطروحة فى سوق العمل.. إلخ. بناء عليه فلا مجال ولا حوار حول حرمان الفلول من مواقع القيادة والتذرع بأن الكثيرين فى البلاد عينهم الرئيس السابق، فهل يجوز اعتبارهم من الفلول؟

إن الحديث هنا ينصب على مَن كان بيدهم الحل والعقد، ومَن كانوا يصلون للرئيس ويقنعوه بالموافقة على هذا ورفض ذاك، ومن سمحوا لحفنة من رجال الأعمال باحتكار السلع والاحتياجات الرئيسية للمواطنين، ومن تغاضوا عن تعذيب الأبرياء فى السجون والمعتقلات بدون سند قانونى، ومن ضربوا بأحكام القضاء النزيه عرض الحائط وحاولوا تلجيم أى صوت مخلص يعارض وينتقد مساوئ زمن مبارك. أيضا فإن إزاحة الرموز من الملعب السياسى يحمل دلالات على قدر ما يتمتع به المصريون من شفقة وحنان، حتى على من أذلوا أعناقهم لعقود، وبدلا من أن يحمدوا خالقهم على هذه النعمة يريدون القفز من الشباك لإفساد حياتنا مرة أخرى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم

10/10

مقال ممتاز وكلام منطقى

عدد الردود 0

بواسطة:

هيما4000

عمر سليمان والاكازيب حولة

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud

هناك فرق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة