عودة الكشافة إلى مصر.. بدأت عام 1914وشاركت فى الثورة وجنازة البابا

الجمعة، 13 أبريل 2012 01:31 م
عودة الكشافة إلى مصر.. بدأت عام 1914وشاركت فى الثورة وجنازة البابا شعار الاتحاد العام للكشافه والمرشدات
كتبت أمنية فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك أنشطة تقوم على تربية النشء بالطريقة الصحيحة، والتى تبحث عنها الأسر وأخصائيى التربية فى مصر، ولكنها قد تكون مختفية بعض الشىء، أو قد لا يتذكرها الكثير، ورغم ذلك تقوم على تربية الأبناء حتى يصبح قائداً فى مختلف المجالات، فإذا أردت أن تصنع قائدا فعليك بإلحاقه بالكشافة.

ومن يريد أن يعلم أبناءه الصفات الحميدة والأخلاقية عليه أن ينظر معنا إلى هذه الحركة التى يعود تاريخها إلى ما يقرب من مائة عام، إنها الحركة الكشفية المصرية التى بدأت منذ عام 1914، وذلك من أجل المساهمة فى تربية وتنمية النشء والشباب لتحقيق أقصى ارتقاء بقدراتهم الروحية والعقلية والاجتماعية والبدنية كأفراد ومواطنين مسئولين عن مجتمعهم.

فمن يريد أن يعلم أبناءه عادات الاعتماد على النفس ورفع قدراتهم البدنية وكفاءتهم ولياقتهم الذهنية والنفسية، فعليه إرسالهم إلى فريق الكشافة فى المدرسة أو النادى أو مركز الشباب، أو يلحقه بفريق الجوالة فى الجامعة مباشرة، وكذلك الانضمام عن طريق الجمعيات الكشفية فى جميع محافظات مصر بألوانها المختلفة "الفتيان، البحرية، الجوية، المرشدات"، ويكون فيها مع القائد الكشفى الذى له دور تربوى كبير مع فريقه ومجموعته الكشفية، وهو القدوة العملية لهم، والمعلم والقائد والمرشد والصديق، ويعمل على مساعدة وحدته الكشفية فى تنفيذ مجموعة من البرامج المتنوعة التى تلبى احتياجات الأفراد المشاركين فى الأنشطة الكشفية وفق المرحل السنية، تحقيقاً لمبادئ الحركة الكشفية التى تسعى لتربية الفرد من جميع النواحى، لأن المناهج الكشفية تعمل على تربية الفرد تربية صحيحة من خلال برامج متنوعة، وتنمية روح الإبداع لدى الفرد والعمل على ربط الفرد بمجتمعه، وتدعيم روابط الصداقة بين الأفراد من خلال الأعمال الجماعية وتنمية السلوك الاجتماعى الجيد للكشاف، تربية الكشاف على الأخلاق الحميدة، تنمية روح الاكتشاف لدى الكشاف، إكساب الكشاف مهارات ومعلومات جديدة، غرس روح الانتماء للوطن لدى الكشاف، هكذا بدأ القائد محمود عبد الوهاب المنسق العام لفريق بناء للنهوض بالكشافة المصرية ومقرر العلاقات العامة والإعلام سابقا بالاتحاد المصرى بالكشافة والمرشدات حديثه لـ "اليوم السابع" عن الحركة الكشفية.

ويضيف الحركة الكشفية هى حركة تربوية تطوعية غير سياسية مفتوحة للجميع دون تفرقة فى الأصل أو الجنس أو العقيدة، وتعتبر هذه النقاط هى الهدف والمبادئ الأساسية للحركات الكشفية.

وما يميز الكشافة أن بها نظام تربية ذاتى وتدريجى من خلال الوعد والقانون، التعليم بالممارسة، العضوية فى جماعات صغيرة، والبرامج المتدرجة والمثيرة التى تمارس فى الطبيعة والخلاء.

فما بالكم أن يكون الشبل فى المرحلة الابتدائية شعاره "أبذل جهدى"، وفى المرحلة الإعدادية شعاره "كن مستعد"، وفى المرحلة الثانوية شعاره "أفق واسع"، وفى مرحلة الجامعة شعاره "الخدمة العامة" كيف يكون أداؤه؟ إنها بحق تربى الأجيال وتصنع القيادات ذات الكفاءة العالية التى يمكن أن تتحمل المسئوليات المختلفة.

الحركة الكشفية ليست كلية أو معهدا يتخرج منها الأطباء والمدرسون والفنيون والعسكريون والساسة، ولكن الفتيان أو الفتيات الذين تصقلهم التربية الكشفية، ويصبحون أطباء سوف يمارسون مهنة الطب بنزاهة وإخلاص وتفان، واضعين نصب أعينهم دائما صفات المواطن الصالح وشرف المهنة والتمسك بالقيم الفاضلة، وبهذه الصفات الكريمة يتميزون عن غيرهم من الأطباء، وهذا بشأن بقية العاملين فى مختلف المهن والمؤسسات للدولة، وهكذا نرى أن الذى تعطيه التربية الكشفية للمجتمع شيئا بسيطا وغير ظاهر، ولا يمكن قياسه بالمقاييس المادية، ولكنه شىء ذو أهمية وفائدة لا تقدر بثمن، لأننا إذا وافقنا على أن الإنسان هو أهم عوامل التطور والتقدم والنماء، فإن التربية الكشفية تقوم بدور إيجابى بنّاء فى تنمية الإنسان، وبالتحديد فى الجانب المعنوى الذى يشكل القيمة الحقيقية للإنسان.

ويتمثل دور الحركة الكشفية فى مساعدة الفتية على تنمية طاقاتهم الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية، وهذه الجوانب لا يمكن أن يتطور بمعزل عن بعضه، وهذا الدور يقوم به قادة الوحدات الكشفية المنتشرة على مستوى جمهورية مصرية العربية، حيث يقومون بتوفير الظروف الملائمة لإجراء عملية التنمية للفتية والشباب وغرس القيم، وتحقيق الأهداف التربوية للحركة الكشفية والمبادئ الأساسية التى تقوم عليها.

ويؤكد عبد الوهاب على أن التربية فى الحركة الكشفية تأخذ بيدى الفتى ليتعلم بنفسه، ووفق رغبته فى كل الأشياء التى تعمل على بناء شخصيته وارتقائها، وتجعل من ميول الفتى منذ صغره وسيلة لتنشئته النشأة الصالحة، وتعده لحياة أفضل وتمكنه من خدمة وطنه.

وتعتمد الكشافة على ثلاثة أصول الواجب نحو الله (الشرائع السماوية) والواجب نحو الآخرين (تنمية الشخصية لخدمة المجتمع) والواجب نحو الذات (التربية للارتقاء بالشخصية)، وتهدف الحركة الكشفية والإرشادية أيضا إلى إعداد الفتيان والفتيات للحياة وفقاً لأساليب تحقق أهداف المجتمع، منها تهذيب الطبائع والميول، إكساب المهارات العقلية والاجتماعية واليدوية، حماية النشء من الإهمال واستثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع والإنتاج، غرس روح الخدمة والعمل لخدمة الجماعة، تعويد الفتى أو الفتاة على إنكار الذات فى سبيل الجماعة، غرس روح الوطنية الصادقة والاعتزاز بالوطن والعمل على إسعاد المجتمع.

وأرجع القائد محمد عبد الوهاب أسباب عدم ظهور الكشافة للرأى العام إلى عدم نشر وتغطية الأنشطة والبرامج الكشفية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وعدم اهتمام الدولة بالنشاط الكشفى بالشكل والطريقة التى تستحقها، ونضيف إلى ذلك الميزانيات المالية المعتمدة لها، ومقارنتها بأى لعبة أو نشاط آخر، فهى ضئيلة لا تعطى الفرصة كاملة لتوضيح أنشطة الكشافة، ومن هنا علينا الاهتمام وزيادة الدعم، سواء الإعلامى أو المالى والمعنوى، وفتح المناخ أمام الحركة الكشفية المعتمدة على القيم والأخلاق، والتى تساعد على بث روح الولاء والفداء للوطن بين الشباب والتعاون فيما بينهم، وتمكنهم من أن ينشئوا مواطنين صالحـين يساهمون بكل طاقاتهم فيما فيه الخير لهم ولأسرهم ولمجتمعهم ولوطنهم، وسوف تعود الكشافة وبقوة عندما تؤمن الدولة برسالة الكشافة.

وقد لاحظنا جميعا أفراد الكشافة أثناء ثورة 25 يناير، وهم ينظمون المرور، ويساعدون أفراد الشعب فى الشوارع، وإرشادهم إلى طرق السير الصحيحة، فهذا دور كان ملحوظ وملموس منهم بشكل كبير وليست فى القاهرة فقط بل وفى جميع المحافظات، بالإضافة إلى قيامهم بعمل بعض المهام الطبية فى إنقاذ المصابين لحين أخذهم إلى أقرب مستشفى.

فالكشافة فى كثير من الدول تكون تحت رعاية رؤساء الدول والملوك والأمراء لما يعلمونه من الفوائد والمزايا من حركة الكشافة والمرشدات، وهذا ما يجعل مثلا الإخوان المسلمون فى مصر والعالم يهتمون بالكشافة، ويجعل الكنائس تهتم بها أيضا إدراكا منها للنتائج والقيم المترتبة على إلحاق أبنائها وشبابها من التواصل والاندماج داخل مجتمع الحركة الكشفية، وأثر البيئة التربوية فى ذلك دعما للأخلاق وارتقاء فى السلوك والتنمية الشخصية للأعضاء المنتمين للحركة الكشفية، وقد وصل عدد الكشافين المشتركين فى الاتحاد ما يقرب من مليون كشاف.

وأكد قائد التدريب الدولى ميخائيل بطرس ومفوض منطقة وسط الجمهورية، قائد عام الأمانة العامة للكشافة والمرشدات بمطرانية شبرا الخيمة والقائد صموئيل متياس القائد العام للأمانة العامة للكشافة والمرشدات بأسقفية الشباب، أن أول فريق كشفى كان فريق الجوالة فى كنيسة السيدة العذراء، وذلك بعد قيام ثورة يوليو 1952، وسجلت بجمعية فتيان الكشافة، وكان قائدها القائد عريان حكيم والد الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، وقام بتكريم بعض أفراد الفريق، وكان من ضمن برامجها رحلة حول الجمهورية حتى تعرف الشعب بأهداف الثورة وتبنتها هيئة التحرير فى ذلك الوقت.

ثم بدأ بعدها ظهور الفرق والمجموعات الكشفية فى كنائس الجمهورية، وقام الأنبا موسى بإنشاء الفرق الكشفية بأسقفية الشباب، وذلك بتشجيع ورعاية قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث.

وكل الفرق والمجموعات الكشفية فى الكنائس مسجلة فى الجمعيات المختلفة (بحرية – جوية – مرشدات)، وبعد ذلك بدأ كل أسقف فى الاهتمام بإنشاء فرق كشفية تحت مسميات المجموعات الكشفية، أو تأسيس أمانة عامة تجمع كل الكنائس، وذلك بهدف جذب الفتية والشباب للنشاط الكشفى بالكنيسة، والتى تقوم بترسيخ القيم الروحية فى أبنائها خلال برامج الكشافة المختلفة، وفى نفس الوقت تهتم بالتربية والتنمية العقلية والجسدية والاجتماعية، ليصبح الفرد مواطنا صالحا يشارك فى تنمية المجتمع وتنمية قدراته.

وترتبط أهداف الكشفية ارتباطا وثيقا بالقيم الروحية فى كل العقائد السماوية، وجميعها تعمل على تغيير السلوك من الحسن إلى الأحسن، ومن خلال اشتراك الفرق الكشفية مع الجمعيات الكشفية فى الأنشطة التى تقيمها المركزيات، سواء مخيمات – معسكرات الخدمة العامة – رحلات داخلية وخارجية – مخيمات دولية – مؤتمرات قومية وعالمية – تبادل الزيارات، أصبح للكشافة دور مهم مع الجمعيات والاتحاد العام للكشافة والمرشدات.

وأكدوا أن للكشافة فى الكنائس دوراً مهما ورئيسيا مع أنشطة الكنيسة فى قيامها بدورها الروحى من خلال المشاركة فى حل كثير من المشاكل التى تقابل الأسرة المسيحية، خاصة فى تشجيع الأبناء على المواظبة على التردد على الكنيسة للصلاة، وكذلك ترسيخ القيم الروحية والدينية فى النفوس، وتقوم أيضا الكشافة بتنفيذ الخدمة العامة فى الكنيسة من خلال الاشتراك فى تنظيم المصلين فى الاحتفالات وحفظ النظام داخل وخارج الكنيسة، وكان هذا واضحا فى جنازة البابا وقيامهم بالتنظيم داخل الكنيسة.

يقول مينا ظريف مسئول التدريب البحرى بمطرانية شبرا الخيمة: حبى وعشقى للكشافة ليس لها حد، فقد ساعدتنى على تنمية قدراتى ومهاراتى فكنت أهوى السباحة وبفضل الكشافة أصبحت مدربا بحريا، فهى تشبع الرغبات وتؤهل الشباب والفتيات إلى الأخلاق الحميدة التى يتعامل بها مع الناس.

أما فادى صبحى قائد العلاقات العامة بمطرانية شبرا الخيمة فقال "منذ التحاقى بالكشافة قمت بإلقاء القسم، وهو أن أعد بشرفى أن أبذل واجبى نحو الله ثم الوطن، وأن أساعد الناس فى جميع الظروف، وهذا يجعل الكشافة رسالة إنسانية عالمية".






































مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة