عمرو جاد

طرى

الخميس، 12 أبريل 2012 04:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نمتلك -نحن المصريين- ثقة بلا حدود بأن كل واحد منا يعلم عن مرشحى الرئاسة ما لا تعرفه السجلات الرسمية وتسجيلات أجهزة الأمن وضربات الودع ووشوشات النميمة بين الأعيان الذين يجلسون كل مساء على أنقاض الوطن يتبادلون النكات والأسرار الهامة، آخر تلك الحقائق أن كل واحد من مرشحى الرئاسة الأفاضل لابد أنه يخفى شيئا ما يمنعه من الترشح –دعك من البحث عن مدى قانونية هذا الأمر، ودعك أيضا من أن الانتماء للنظام السابق لا يدخل ضمن القائمة- فجميع الذنوب التى ارتكبها عمر سليمان مغفورة، وكل السقطات التى يقع فيها أحمد شفيق حينما يتكلم لا تؤثر فى قدرته على القيادة، بينما يتحدث أحدهم بين الناس بكل ثقة بأن رجلاً مثل عبدالمنعم أبوالفتوح لا يصلح لأنه «طرى» فتلك قمة الكوميديا وأسوأ أنواع الإفتاء دون علم، ولا يعنينى هنا أن يفوز أبوالفتوح بالمنصب أم لا، ولكن ما يدمى القلب أن شريحة كبيرة من الناس أصبحت تتكلم هكذا وتحنّ لعصر القهر والقسوة وانسحاق القانون أمام غرور السلطة.

يمكن أن نجد عيوبا كثيرة تجعلنا نفكر ألف مرة قبل تأييد رجل مثل أبوالفتوح، فحتى المتعاطفون معه أمثالى قد لا يحسمون أصواتهم لصالحه، بيد أن هذا لن يبرر أبدا الحنين لعصر تسحق فيه السلطة الأبوية سيادة القانون بحجة أن الرئيس هو الأب الصارم الذى يعرف أكثر ولا يصح انتقاده، فإذا كنا يئسنا من نجاح هذه الثور فى التخلص من جميع الوجوه الشائهة من النظام السابق، فعلى الأقل فلنخرج بفائدة واحدة من تلك الشهور التى عشناها فى قلق وانفلات وبكاء على عجلة الإنتاج المتوقفة، فلنحقق شعارا واحدا من تلك التى تملأ شوارعنا وتشوه جدرانها للمرشحين، فلنحاول أن نحيا كراما حتى وإن لم يفز حازم صلاح أبواسماعيل، أو نرى الخير عند كل الناس بغض النظر عن مصير محمد مرسى وخيرت الشاطر.

باستثناء الفلول، لا يهم أن يكون الرئيس القادم تاجرا أو درويشا أو ثائرا، بقدر ما يكون محترِماً للقانون وصاحبَ مشروع فكرى واقعى لا يدغدغ مشاعر الناس أو يستغل فقرهم أو جهلهم لضمان التأييد المطلق، ولا أن يداعب شوقهم للأمن فيأتى بعصاه ليضرب هذا ويكتم صوت ذاك، لا نريد رئيسا يجبرنا على أن نستمع إليه وهو يخطب 4 ساعات دون أن نخرج بفائدة واحدة، نريده عقلا يفكر، وجسدا يعمل، وقلبا يعرف الإخلاص، لا أبا يعيد تربية المواطنين على السمع والطاعة والخنوع والأوامر العسكرية، فهذا الشعب عاش كثيرا فى كنف آباء بعضهم لم يتقِ الله فيه، وبعضهم أغرقه فى غروره، فهل لو تركناه يعيش يتيما بكرامة يضمن حاضره ومستقبل أبنائه سيذهب إلى دولة أخرى.. لا أظن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة