د. جمال نصار

المرشح المحتمل للرئاسة ومستقبل مصر

الخميس، 15 مارس 2012 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى الآن تقدم لسحب أوراق الترشح لرئاسة الجمهورية المئات لخوض سباق الديمقراطية على رئاسة أكبر دولة عربية فى المنطقة، وهناك عدة ملامح وقراءة لهذا الحدث، الأول: أنه لولا ثورة 25 يناير لما شهدنا هذا المنظر، فكنا فى السابق نرى الحزب الحاكم يتفق مع بعض الأحزاب للدفع بشخصية حزبية للترشح أمام الرئيس المخلوع لإظهار المشهد بالديمقراطية والمنافسة، وهذا ذكّرنى بفيلم هانى رمزى «ظاظا» وفى حينها كتبت مقالاً بعنوان «ظاظا والسياسة والسيد الرئيس»، شرحت فيه أنه برغم دفع الرئيس ببعض الشخصيات، إلا أنه ربما ينقلب الأمر عليه، وهذا ما حدث مع سعيد ظاظا، وأدى إلى قتله فى نهاية الفيلم.
الملمح الثانى: أن هناك العديد من الشخصيات العادية التى لم يسبق لها العمل السياسى رجالاً ونساء تقدموا بسحب أوراق الترشح رغبة منهم - فى غالب الأحيان - لخدمة مصر والسعى إلى رقيها ونهضتها، كلٌّ بطريقته وأسلوبه، وهذا مؤشر مهم يدل على أن الكثير من أبناء هذا الشعب العظيم يريدون أن يساهموا فى بناء مصر.
الملمح الثالث: أن البعض ربما لا يعرف قيمة ومكانة هذا المنصب الرفيع، وأن مصر ليست كأى دولة، وأن هناك تحديات كثيرة فى الداخل والخارج، وأن البعض لا يريد لمصر الثورة أن تسير فى الاتجاه الصحيح، وأن هذا المنصب هو تكليف وليس تشريفًا، ولابد على من يتقدم لهذا المنصب أن تكون لديه خبرة سياسية كافية، ومعرفة بكل هذه التحديات، فمع احترامى للكثير ممن تقدموا بسحب أوراق الترشح، إلا أنه يجب أن يعيدوا التفكير مرة أخرى فى هذا الشأن.
الملمح الرابع: لو أن كل واحد من الذين يرغبون فى تحمّل هذا العبء والقيام بهذه المسؤولية سأل نفسه بعض الأسئلة المهمة: هل هو فعلاً يستطيع تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى؟ وهذا ما قاله الأستاذ فاروق جويدة فى مقالته الجمعة 10 / 3 بعنوان «نريد هذا الرئيس» ووضع له مواصفات عديدة، منها: أن يحترم آدميتى ولا يبدأ مشواره معنا وهو يتحدث عن البسطاء والفقراء والجوعى ثم ينتهى به الحال إلى بطانة وعرش وعصابة تستغل كل شىء حوله.. نريده إنسانًا بسيطًا مثلنا يعرف وجوهنا ويحفظ ملامحنا.. نريد رئيسًا مثقفًا يعرف تاريخ وطنه العظيم.. نريد رئيسًا يحكم بالعدل، فلا يأكل الوليمة وحده ويترك البقايا لشعبه ولا يجمع اللئام ويطرد أهل الكرم.. نريد رئيسًا يشعر بآلام الناس ولا ينسى مع الوقت أن الحكم مسؤولية، وأن المنصب أمانة.. نريد رئيسًا يؤدى دوره فى خدمة شعبه ثم يعود مواطنًا عاديّا يمشى فى الأسواق ويتكلم مع الناس.. نريد رئيسًا يحكمنا بلا أسرته ويقودنا بلا أبنائه.. نريد أن نعرف كل شىء عن ذمته المالية وما يملك هو وأسرته وأن نعلم كل شىء عن حالته الصحية وما يعانيه من العلل والأمراض، وأن يقدم لنا تاريخ حياته بكل الصراحة والوضوح.. نريد رئيسًا يحترم إرادة الشعب وحقه فى برلمان حقيقى منتخب، وحكومة لها اختصاصات ومسؤوليات واضحة وسلطات قضائية وتنفيذية وتشريعية ورقابية. فهل المرشح سيقوم بمثل هذه الأمور؟ نتمنى ذلك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة