محمد إبراهيم الدسوقى

من الذى يسعى لتقسيم مصر؟!

الثلاثاء، 28 فبراير 2012 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كُثرت هذه الأيام أحاديث وحكايات مؤامرة تقسيم مصر إلى 4 أجزاء، وأن أمريكا والغرب يرغبان فى تفكيك قوة مصر وجيشها الذى ما زال الرقم الصعب فى مواجهة إسرائيل وغطرستها العسكرية، وتُساق الحجج والبراهين المؤكدة جدية وصحة هذا السيناريو الخبيث الشرير، وأن منظمات المجتمع المدنى أداة من أدوات تنفيذه.. وتتعدد الاجتهادات المؤيدة والمعارضة، وفى خضمها نضيع من الوقت الكثير فى مناقشة الموضوع الذى لا أقلل ولا أضخم من قدره، ووسط الصخب المتصاعد من ماكينة الكلام الدائرة ليلا ونهارا فى فضائياتنا غير العامرة تتوه حقيقة دورنا كمواطنين فى هذا البلد فى وأد محاولات التقسيم ـ بافتراض واقعيتهاـ أو المساعدة فى تعبيد الطريق وتمهيده لإدخالها حيز التنفيذ.
بمعنى آخر، فقبل أن نتكلم وننتقد تكالب وتآمر الغرباء على ثورتنا، فمن الواجب أن نطل على أفعالنا ونمعن النظر فيها، وما ينتج عنها من فواجع وكوارث تعمق من الشقاق والانقسام فى الجبهة الداخلية المكتظة بالعوامل المحفزة على التشرذم.. فكل صاحب عينين لن يشق عليه اكتشاف بؤس وضعنا وانقسام مصر إلى جزر منعزلة يتصرف فيها أصحابها حسبما يشتهون وبما يخدم صالحهم الخاص، فالوطن لم يعد كتلة واحدة متماسكة متراصة قادرة على امتصاص واحتواء المؤامرات، مهما كان حجمها، فكل فصيل لا ينظر لأبعد من قطعة الأرض الواقف عليها، ولا يكترث إلا بمنظوره وبمخططاته، فنحن من الناحية العملية منقسمون ولا يلزمنا من يخطط فى الخارج لتقسمنا، وهذا هو الخطر الداهم ـ ما لم يتم تداركه سريعا.
فالتيارات الدينية تتعامل بالمنطق الفئوى، فهى ساعية لإقامة دولة على مقاس حددته سلفًا بدون الاكتراث لظروف وأحوال البلاد ومتاعبها وأخطارها، فالخاص مقدم على العام، وهنا تكمن الطامة الكبرى، ويشاركها ذات القاعدة الأقباط.. ففى ترتيب أولويات الأقباط يتقدم الخاص على العام مع تقديرى للغبن الواقع عليهم فى السنوات المنصرمة، والذى لم يكونوا الوحيدين المتعرضين له فى ظل نظام جائر ظالم فاسد، ما أود إيصاله أن أولوياتنا يجب أن تكون وطنية وليس فئوية قصيرة النظر والمدى، فالوطن محتاج لإفساح المجال مقابله للخروج من وضعه المأزوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حينها يحق لك ولى البحث عن مصالحنا.. بدورهم فإن أهل الثورة موزعون ومبعثرون بين ائتلافات وكيانات تتكاثر مثل الأرانب، ولم نعد نعرف من الأصل ومن التقليد.. ولذا ورأفة بمصر وشعبها اعملوا على استعادة وحدة الصف الغائبة، وقبل لوم الغرب وأمريكا على مساعيها المناهضة لنا لنصارح أنفسنا أولا بأخطائنا ونعمل على تصحيحها قبل فوات الأوان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

مازلت لم تمل من لعبة الاقباط

عدد الردود 0

بواسطة:

المستشـــــــــــــــــــــــار

شكرا للسيد /محمد و ملاحظة علي التعليق رقم 1

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة