د. جمال نصار

هيا إلى العمل والإنتاج

الخميس، 16 فبراير 2012 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد عام على تنحى وخلع حسنى مبارك، يشكل تردى الوضع الاقتصادى المصرى تهديدًا للمرحلة الانتقالية فى الدولة التى تضم أكبر عدد من السكان فى العالم العربى، بحسب خبراء ومحللين اقتصاديين، وبمعدل نمو يقدر بواحد فى المائة، مقابل ما بين %5 - %7 فى السنوات السابقة. يقول صلاح جودة، مدير مركز الأبحاث الاقتصادية فى القاهرة: «بعد عام على الثورة، الاقتصاد فى حالة فوضى وخارج عن نطاق السيطرة»، ووفق أرقام رسمية، تراجعت عائدات القطاع السياحى فى مصر بنسبة ثلاثين فى المائة حسب المتخصصين فى هذا المجال. وبينما تقوم الوكالات العالمية للتصنيف الائتمانى بخفض درجة مصر باستمرار، لم يعد المستثمرون يتنافسون على السوق الداخلية فى بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 82 مليون نسمة. وأكثر ما يثير القلق هو تراجع احتياطى العملات الأجنبية للبنك المركزى الذى انخفض أكثر من النصف، من 36 مليار دولار فى يناير 2011 إلى 16.3 مليار بعد عام.

وهذا الانخفاض يرافقه عجز فى الميزانية نسبته %8.7 لإجمالى الناتج الداخلى - بعض المراقبين يقولون إنه يتجاوز %10 - يثير مخاوف بشأن قدرة مصر على الإبقاء على نظام دعم المنتجات الأساسية أو دفع ثمن وارداتها خلال أشهر.

ويسمح نظام الدعم هذا بإبقاء الأسعار منخفضة للسلع الضرورية مثل الوقود والخبز والغاز المنزلى لتجنب انفجار اجتماعى فى هذا البلد الذى يعيش %40 من سكانه بدولارين أو أقل يوميًا، يقول الدكتور حمدى عبد العظيم، الخبير الاقتصادى فى أكاديمية السادات، إن «تغيير سياسة دعم المواد الغذائية والغاز والبنزين قد يؤدى إلى كارثة سياسية» هذا الوضع المتردى يحتاج منّا جميعًا إلى السعى والعمل والإنتاج، وتأملوا معى قول النبى الكريم - صلى الله عليه وسلم - فى دعوته إلى العمل حتى مع قيام الساعة، كما أورده البخارى فى الأدب المفرد عن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يقوم حتى يغرسها فليفعل»، هذا الحديث يُعلمنا فيه النبى، صلى الله عليه وسلم، دروسًا عظيمة من أعظمها الإيجابية فى حياة المسلم، فالعمل إذن هو الحل لنهضتنا ورقينا، وهذا ما يفعله اليابانيون الذين بدأوا معنا وتأخرنا عنهم حتى فى الاعتصامات لهم فلسفة عجيبة تجعلنا ننبهر بأسلوبهم وطريقتهم، فإذا أرادوا الاعتصام يعتصمون فى ميدان العمل ويقومون بزيادة الإنتاج، وغلق أبواب المصانع على أنفسهم نكاية فى الحكومة.

وهذا ما دعا إليه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقال: «إذا كان القرآن الكريم قد رفع مكانة العلم وأهله مكانًا رفيعًا فقد ربطه بالعمل ولا يكاد يذكر الإيمان فى القرآن إلا مقرونًا بالعمل الصالح لنافع للناس أجمعين، هيا بنا جميعًا إلى العمل المُتقن الفعّال حتى تسترد مصر عافيتها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة