د.عثمان فكرى

وهل تركتم له غير الإخوان؟!

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كن رئيسا لكل المصريين، ولا تكون رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين".. يكاد يكون هذا هو المطلب الأساسى الذى تردده الجماعة السياسية فى مصر، وهى تناشد مرسى الابتعاد عن الجماعة ومصالحها الضيقة، والنظر بعين الحاكم لمصالح أمة متشعبة تضم كل ألوان الطيف السياسى والدينى والثقافى، ولكن ماذا فعلت هذه الجماعة السياسية كى تساعد مرسى على أن ينفصل ولو قليلا عن جماعة تربى فيها، ونشأ على مبادئها وأفكارها وتشرب أيديولوجيتها، ثم تبرعت بمالها وحشدت أعضائها من أجل وضعه على كرسى الحكم؟!

إن كل ما فعلته هذه الجماعة، هى أنها حرصت وأصرت وبذلت خالص جهدها فى توجيه سهام النقد اللاذع للرئيس ليل نهار، دون كلل أو ملل لم يفعل الرئيس شيئا إيجابيا يستحق عليه الشكر فى نظرهم، ولم ينه الرئيس حكم العسكر فى غضون أسابيع قليلة من توليه الحكم "حكم العسكر" الذى عانى منه المصريون طيلة عام ونصف، يخرجون فى مليونيات، ومسيرات، ووقفات احتجاجية، ولقاءات سرية وعلنية، وماذا كانت النتيجة؟ مبارك فى أفخم أجنحة المركز الطبى العالمى محبوسا، وأحمد شفيق محصنا ضد عشرات البلاغات المقدمة ضده، والمتظاهرون يداسون بالمدرعات، والبنات تعرى فى وضح النهار، وقوانين محكوم عليها مسبقا بعدم الدستورية، وفوضى غير عادية تضرب جنبات البلاد شرقها وغربها.

لم ينجح مرسى فى وقف العدوان على غزة، ووقف آلة الدمار الإسرائيلية قبل حصدها مزيدا من أرواح الفلسطينيين، يالسخرية الأقدار! المواقف ذاتها تتكرر، بينما وجهات النظر تتبدل وتتغير، حين اجتاحت إسرائيل غزة من قبل باتفاق ضمنى مع النظام السابق الذى ساهم فى حصار الشعب الفلسطينى، خرجتم لتنتقدوا وتستنكروا الموقف المصرى المتخاذل، وحين فعلها مرسى، طالبتم بتعديل أولوياتنا، وأن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وقلتم أن مرسى يبحث عن مجد شخصى، وأنه ينصر حماس باعتبارها جزء من جماعة الإخوان، وفى المقابل ينسى ضحايا نظامه الفاشل فى أسيوط.

قبل أن تسارعوا بالحكم على شخصى، فأنا أرفض بعض ما جاء فى الإعلان الدستورى الأخير، خاصة ما يتعلق بتحصين قرارات الرئيس، والجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، وفيما عدا ذلك يتفق عليه الغالبية العظمى من القوى السياسية والتيارات المدنية والثورية، كما أننى أرفض الكثير من مواد مسودة الدستور، خاصة ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، ومواد حرية التعبير، ومواد التعليم والبحث العلمى،\ وأرفض أيضا الكثير من تصرفات قوى الإسلام السياسى التى يغلب عليها طابع استعراض القوة، والطاعة العمياء دون مناقشة أو تفكير، ولكنى فى المقابل أيضا أرفض الكثير من تصرفات التيارات المدنية صاحبة الخبرة السياسية الأكبر، والتى كان يمكنها أن تخلص نواياها بالخروج بمصر من هذا المأزق الكبير، غير أنها بقت تترقب وتتربص بالرئيس حتى ضاق بها ذرعا، ولم يعد يحسب حسابها، ولم يجد أمامه غير جماعته للعودة إلى أحضانها، والاحتماء بها.

ما أود قوله إن المصالح الشخصية لدى الطرفين الإسلامى والمدنى تغلبت على المصالح العليا للبلاد وبقيت الغالبية الكبيرة من أبناء هذا الشعب تلعن الطرفين معا، بعد أن تعطلت المصالح، وأغلقت المصانع والشركات، وتوقفت السياحة، وارتفع عدد العاطلين، اتقوا الله فى هذا البلد، وأول من وجب عليه تلبية هذه الدعوة هو رئيس الجمهورية المسئول الأول عن حماية الشعب وأمنه وسلامته، رحم الله عثمان بن عفان حين أتاه أهله وعشيرته ينصرونه ضد من خرجوا عليه من المسلمين، فخطب فيهم "من سل سيفه فليس منى، ومن لى فى رقبته بيعة فيلزم داره"، وحقن عثمان رحمه الله دماء المسلمين، وانتظر فى بيته حتى قتل وهو يقرأ القرآن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة