خالد فاروق

درء الفتن

الجمعة، 09 نوفمبر 2012 08:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مضى عدة أشهر على أحداث ثورة 25 يناير راسلنى صديق مصرى يعمل فى هيئة الإذاعة البريطانية، وفند ما يحدث على الساحة المصرية من تربيطات ومساعدات من قبل القوى العظمى الخارجية - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية - للقوى الثورية والجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها وإيديولوجياتها، زاعما إنها لم تكن حباً فيها ولا رغبة فى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ولكن من أجل دفعهم إلى التناحر وإظهار كل طرف لقوته ومدى دعم الشارع المصرى له من أجل الاستئثار بمخرجات ثورة يناير، ويصبح الطريق ممهداً للفتن والصراعات التى ربما تصل إلى حد الصراعات المسلحة كما هو واقع فى معظم الدول العربية الآن.

الدول العظمى لا تقدم المساعدات صدقة ولا هبة ولكن ما تدفعه باليمين تأخذه باليسار، ولكن مفصل الأمر ليس فى يد تلك الدول، ولكن فى يد الشعب الذى ثار على الظلم، وعليه أن يتدبر أمره ويعى أنه فى مفترق الطريق فإما تقدماً إلى الأمام أو عودةً إلى الخلف لسنوات عديدة لا يعلم إلا الله مداها.

لقد دفعنى إلى تسليط الضوء على هذا الأمر الخطير الخبر الذى قرأته بموقع "اليوم السابع" عن حادث الاعتداء بالضرب على إمام أزهرى عينته مديرية الأوقاف بمحافظة بور سعيد، وهو ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، ليصلى بالناس صلاة عيد الأضحى بساحة مركز شباب الزهور، فاعتدى عليه - أنصار شيخ سلفى- بالضرب حتى وقعت عمامته الأزهرية على الأرض ولولا تدخل أهل الحكمة من المصلين لا نعلم ماذا كان سيحدث للرجل الذى لا ذنب له سوى أن مديرية الأوقاف عينته لإمامة المصلين فى صلاة العيد وهى الجهة المنوط بها ذلك، وكل هذا لأن الموالين لأحد كبار الدعوة السلفية ببور سعيد لا يريدون سوى تكليف إمامهم السلفى بإمامة المصلين فى صلاة العيد.

لا يمكن أن تستقيم أحوال البلاد وبوادر تلك الفتن تلوح فى الأفق، فالكل مسلمون فمن يقرأ التاريخ سيعلم أن الوهن أصاب الأمة الإسلامية بعد أن صارت أحزاباً وجماعات متناحرة، فهل يعى أهل الرشد والحكمة من أبناء الأمة أن القوة والنصر يأتيا من الاتحاد فيسعون إلى وأد الفتن فى مهدها، لأن الوطن فى حاجة إلى تعاون كل المصريين مسلمين ومسيحيين، إخوان مسلمين وسلفيين .

لقد عاشت الجماعات الإسلامية فى مصر أوقاتاً عصيبة تحت نير الاعتقال والتنكيل فى غياهب المعتقلات والسجون، فما بالهم بعد ثورة 25 يناير وقد نالوا حريتهم، فلا تضييق على حرية الرأى ولا اعتقال ظلماً وعدواناً، فعليهم أن يثبتوا للعالم أن ديننا الحنيف هو دين الأخلاق الحميدة والتسامح وهو دين للفوز بالدنيا والآخرة، فعلينا أن نأخذ بأسباب العلم والبحث العلمى لكى نضع أمتنا الإسلامية هلى طريق النهضة والتقدم.

لقد انتشر الإسلام فى ربوع العالم بحسن المعاملة وصدق الحديث وأمانة الكلمة، فالأصل فى الدعوة هو السلوك الإنسانى الطيب دون مغالاة فى الكلام وحسن التحاور والاستماع إلى الآخر، فهل الجماعات الإسلامية ستعى ما يحاك لها فى الخفاء للزج بها فى خلافات تسىء إلى صورة الإسلام وتبعدنا عن طريق التنمية والنهوض من الكبوة التى تتعرض لها البلاد بعد تعطل معظم مصادر الدخل القومى، فانتبهوا أيها المسلمون.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة