سعيد الشحات

فتوى برهامى وتركيا

الثلاثاء، 06 نوفمبر 2012 09:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يختار الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية المنطقة الخطأ فى بعض الفتاوى الدينية، ومصدر الغرابة فى هذه الفتاوى التى ينسبها إلى الإسلام أنها تتعلق بقضايا سياسية يتحدث عنها بكل هدوء دون إدراك لمدى خطورتها.

قبل أيام احتفلت السفارة التركية بالقاهرة بذكر إعلان الجمهورية، وحضر الاحتفال رموز سياسية من مختلف التيارات، وجاء ذلك وسط احتفاء مصرى رسمى بدءاً من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بالتجربة التركية، والحديث الدائم من النخب المصرية على مختلف ألوانها عن التحولات التى حدثت فى تركيا بفضل حزب «العدالة والتنمية»، الذى جمع فى صيغته بين خلفيته الإسلامية وواقع تركيا العلمانى، ونتج عن ذلك أن أصبحت تركيا واحدة من الاقتصاديات العالمية الزاحفة، بالإضافة إلى دور إقليمى متعاظم، ويتنامى مع ضعف عربى لافت رغم ثورات الربيع العربى.

الدكتور ياسر برهامى لم يعجبه حضور الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور احتفال السفارة، فأصدر فتوى عجيبة يتحدث فيها عن عدم جواز حضور المسلمين للاحتفالات التى أقامتها السفارة، وقال، إنه لا يجوز لمسلم أن يشارك فى احتفال بإنهاء عهد الخلافة الإسلامية التى هى رمز وحدة الأمة وهدمها كان مخططا من أعداء الإسلام، وزاد برهامى فى فتواه بالقول، إن هذا الاحتفال هدفه الاحتفاء بقيام جمهورية أتاتورك العلمانية التى حاربت الإسلام وأهله أشد من محاربة الكفار له، ولا يمكن تبرير حضور الاحتفال بها، بأن هذه أعرافا دبلوماسية.

أصدر برهامى هذه الفتوى متناسيا حقائق التاريخ التى تؤكد أن الخلافة التى كانت رمزها تركيا، كانت فى حقيقتها وجها استعمارياً، غيبت معها روح التجديد والتقدم فى الإسلام، ووصلت فى آخر عهدها إلى قمة مرضها، وتحللت من داخلها ولم يكن ينقصها غير رصاصة الرحمة، وتلك مسألة فى ذمة التاريخ تحتاج إلى مساحة أكبر فى تناولها، لكن ما يهم فى هذا المجال هو طبيعة هذه الفتوى التى يرى صاحبها أنها «إسلامية»، فهى تنقلنا إلى مساحة أوسع فى العلاقات مع الدول.

فمن باب هذه الفتوى قد نتوقع مثلاً من يفتى لنا بتحريم العلاقة مع بريطانيا التى استعمرت مصر 72 عاماً، ولأننا مسلمون فقد نتوقع فتوى أخرى بتحريم العلاقة مع فرنسا التى استعمرت الجزائر المسلمة 130 عاما وقتلت مليونا ونصف مليون جزائرى.. ارحمونا أيها الشيوخ من هذه الفتاوى فالإسلام أعظم وأرحب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة