سعيد الشحات

طائر النهضة فى أسيوط

الإثنين، 19 نوفمبر 2012 09:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تزينت أسيوط لاستقبال الرئيس محمد مرسى فى الثانى من نوفمبر الجارى، واتشحت بالسواد أول أمس بعد أن تطايرت أشلاء 50 طفلاً كانوا فى الطريق إلى المدرسة، فاصطدم القطار بالأتوبيس الذى يقلهم إلى مدرستهم.

كان هذا الحادث المروع هو فاتحة يوم حزين على مصر، يوم لم يلتفت فيه أحد إلى أحداث أخرى كفوز الأهلى على الترجى التونسى والعودة من تونس بكأس أبطال دورى أفريقيا، وزيارة رئيس الوزراء التركى أردوغان إلى مصر، وقوله: «نساند مصر اليوم وغداً، وجئت لوضع خريطة طريق بين البلدين».

مأساة أسيوط تتحدث عن رئيس ذهب لتأدية صلاة الجمعة فى المدينة قبل أسبوعين، فلمعت المدينة، ولما وجه بعض شبابها تنبيها على موقع الـ«فيس بوك» إلى الرئيس مرسى بأن «كل حاجة لما تيجى تشوفها فى أسيوط كدب»، تدافعت الميلشيات الإلكترونية تقطيعاً وهجوماً بغير خجل، تحدث الرئيس مرسى عن «الفاسد» الذى يعرف نفسه فى أسيوط، لكن الحقيقة أن «طائر النهضة» يبدو وكأنه لا يعرف بعد أن كثرة الحديث عن المرض دون دواء تقود إلى النهاية، وقصة أطفال أسيوط هى استمرار لمرض لم يشعر المصريون بمواجهة حقيقية تبدأ بتشخيصه، وتنتهى بعلاجه، فكيف نبتلع كل أسبوع قصصا للموت، نتيجة إهمال فى السكة الحديد، ورغم استقالات المسؤولين ومحاكمة المهملين إلا أن المأساة تتواصل.

كان نصيب الأب أشرف هاشم من مأساة أسيوط ثلاثة أبناء، هم، فارس «رابعة ابتدائى» وأحمد «ثانية ابتدائى» ومحمد «ثانية حضانة»، أما حمادة أنور عبدالرشيد ففقد جميع أبنائه مرة واحدة، «أروى» و«أرين» و«نور» و«أدهم».

تقدم وزير النقل باستقالته، وتحرك رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ومعه وزير الداخلية ووزير الصحة إلى موقع الأحداث، وحدث كل ذلك كرد فعل، لكن الفريضة الغائبة هى: أين الفعل المقدم على وقوع الكارثة؟.

ماذا يفعل هؤلاء من أجل استشراف المستقبل، والتنبؤ بمواضع الخلل فى مفاصل الدولة؟ ماهى خططهم لوقف نزيف الموت المجانى الذى يحدث كل يوم على الطرق؟.

الأسئلة ليس لها محل إجابة، وتبقى الملهاة حين تستمع إلى تهليل القيادى الإخوانى البارز الدكتور عصام العريان لاستقالة وزير النقل، فهل هذا يكفى؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة