خالد فاروق

نهر النيل المستباح

الجمعة، 16 نوفمبر 2012 11:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح نهر النيل مرتعاً لكل مخلفات المصريين أفراداً ومؤسسات بدءاً من مياه صرف المصانع والشركات والحيوانات النافقة، وأخيراً بقعة الزيت التى تسربت إلى مياه نهر النيل فى جنوب مصر وأصبحت تتحرك فى رحلة إلى الشمال، حيث تشكل خطراً داهماً على المياه العذبة التى تتطلب جهداً كبيراً لإزالتها، وتنتقل بقعة الزيت من محافظة إلى أخرى فتضيف مصدراً جديداً من مصادر تلويث مياه الشرب وتصبح سبباً مباشراً فى انتشار الأمراض بين المصريين.

لم تدرك الأجيال قيمة نهر النيل الذى يمثل شريان الحياة، فكم من دول كثيرة تعيش على مياه الآبار والأمطار وتحلية مياه البحر، آملين فى جزء يسير من مياه نهر النيل العذبة.

يستحق نهر النيل أن نشكل له لجنة عليا تشرف على صيانته ونظافته والمحافظة عليه لأن بدونه تتوقف الحياة، كيف نفرط فى نعمة حبانا بها الله دون جهد منا أو نصب.
فى الوقت الذى تحاول فيه مصر أن تنشط علاقاتها بدول منبع مياه النيل ومنع بناء السدود عليه حتى لا تتأثر حصتنا منه التى نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق تعانى مياه النيل من بعض السلوكيات المتوارثة مثل قيام غالبية المصريين برش الشوارع بالمياه العذبة، واستخدامها فى غسيل السيارات بشكل مبالغ فيه داخل محطات خدمة المركبات دون أن يسألهم أحد طالما أنهم يدفعون فواتير المياه دون النظر إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه فى بلد يعانى من التصحر وندرة مياه المطر.

اللجنة العليا التى ستشكلها الحكومة يجب أن تضم خيرة خبراء الموارد المائية لوضع خطط طويلة الأجل لترشيد استخدام مياه النيل وتنقيتها من ورد النيل والقاذورات ومخلفات المصانع التى تملؤها وضرورة الإشراف على محطات مياه الشرب، وضبط معاييرها طبقاً للمواصفات العالمية، وعلى اللجنة مراجعة صلاحيات محطات المياه لتجديد المتهالك منها حتى نتجنب الأمراض الناشئة عن تلوث مياه الشرب.

إن نهر النيل يستحق من الحكومة أن تفرض عليه رقابة على طول امتداده من الجنوب إلى الشمال، وإصدار قرارات فورية لمعاقبة من يلحق الضرر بمياهه دون تهاون أو تسويف.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة