محمد بركة

أنا.. والأمريكية.. وبن لادن

الخميس، 15 نوفمبر 2012 07:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيناها واسعتان بلا مبرر وسودوان على نحو فاتن ومحبط!
عيناها ليل متوحش يكبس على أنفاس قرية بعيدة تقع فى دلتا مصر بينما يفصلها عنى الآن محيطات وبحور، وأنا فى زيارة لبلاد العام سام. لا أنكر أن «أسلحتها» الأخرى تعمل بكفاءة مدهشة، وسأعرف فيما بعد كيف هربت بمعجزة من حصار الهامبرجر والبطاطس المقلية حتى تحافظ على رشاقتها وتنجو من لعنة «جذوع الأشجار» التى تطارد أجساد النساء هنا، لكن تظل عيناها أخطر ما فى الموضوع. بريقهما يهدد طمأنينتك، يهاجم وداعتك بشراسة. مالى أنا وهذه الرموش الطويلة التى تبدو كأنها خلقت خصيصاً لاصطياد المشاعر الغضة؟
مالى وهذا الشعر الغجرى المسافر حتى آخر ورقة سوليفان تخبئ فيها قلبك الصغير الأخضر؟
وقالت ضحكتها: أين ستهرب؟
وقال قوامها الذى بدا رمحاً طويلاً يحارب به عبد حبشى فى جزيرة العرب: سلمَّ تسلم!
وقلت لنفسى: لماذا نضحك على أنفسنا؟
أليس الرجل منا عينه بالفعل فارغة؟
هل كانت «جيسكا» الأمريكية هى تلك المرأة الموعودة؟ ملامحها تحمل من الشرق أكثر مما تحمل من الغرب، توقعت أن تكون من أصل أوروبى متوسطى، ولكنها أكدت بفخر أنها أمريكية «أباً عن جد» وإن كانت أشارت إلى أننى ليس أول من يعتقد ذلك، هذا بالضبط ما يحبطنى، فعقدة النقص الكامنة فينا تجاه الأجنبيات الأمريكيات منهن خصوصاً لا تستيقظ إلا فى حضرة خصلات الشعر الذهبى والعيون الزرق إلى آخر المواصفات التقليدية لكتالوج الأنوثة الغربى، أما أن تبدو «جيسكا» جارية أوروبية خارجة لتوها من كتاب «ألف ليلة» فتلك قصة أخرى .

جسدها بدا متخلصاً من التوتر فى حضور أحد الغرباء، وهو يتمايل خفيفاً فى إيقاع لا يخلو من بعض الاستعراض، وقالت البيضاء الجميلة شيئاً عن عملها السابق جرسونة بار وعن حلمها بالذهاب إلى روما لدراسة الموضة وكيف أصبح الأمر هاجساً ملحاً بعد انفصالها عن زوجها، وبطبيعة الحال رنت العبارة الأخيرة التى حرصت هى أن تأتى بشكل عابر فى أذنى مثل جرس إنذار. كانت تحدق فى عينى بتركيز غريب قبل أن يتحول فمها العذب الصغير فجأة إلى مدفع رشاش انطلق فى وجهى مرة واحدة بأسئلة كثيرة لا تنتهى:
- هل حقاً لديكم فى مصر سيارات؟
- هل الرجل عندكم يعيش مع أربع زوجات فى خيمة واحدة وسط الصحراء؟
- هل يعترف قرآنكم بأن المسيح هو المخلص؟
- أين كنت يوم 11 سبتمبر وهل خرجت ترقص ابتهاجاً بسقوط البرجين وموت آلاف الأبرياء؟
- هل تشعر فى داخلك بالتعاطف مع بن لادن؟
...«وللحكاية بقية»...








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

عجيبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة