محمد بركة

من التطبيع... إلى البوس والتقطيع!

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012 08:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن هدأ القصف والقصف المضاد حول خطاب الرئيس مرسى الموجه إلى شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل بشأن تعيين سفير لمصر فى تل أبيب، أدعو القراء الأعزاء إلى تأمل الأمر بهدوء وبعيداً عن فكرة «مع أو ضد الإخوان»!
يبدو د.مرسى واقعاً فى حيص بيص على المستوى الداخلى للبلاد تحت ضغط الأزمات المتوالية وأدائه السيئ إزاءها، إلا أنه على مستوى السياسة الخارجية ينضج تدريجياً على نار هادئة متجرعاً مرارة المنصب الرئاسى الرفيع وتبعاته. فى هذا الخطاب بدا د.مرسى رجل دولة ينصاع لتقاليد الرئاسة والخارجية. اشتمل الخطاب عبارات صادمة من نوعية «عزيزى وصديقى العظيم بيريز» و«صاحب الفخامة» و«لى الشرف أن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة ولبلادكم من الرغد». حتى إن القوى السياسية المعارضة وصفته بأنه خطاب «عشق وغرام» وقيل إننا سننتقل من مرحلة التطبيع إلى «البوس والتقطيع».
الرئاسة سارعت -بعد تلكؤ ونفى وارتباك- إلى الاعتراف بأن الخطاب صحيح وحاولت إطفاء الحرائق التى أشعلها بالتأكيد على أنه «صيغة روتينية موحدة لكل دول العالم وفق بروتوكول وزارة الخارجية».
التبرير طبعاً متهافت ولا يقنع طفلاً فى كى جى وان، فإسرائيل دولة معادية تتآمر على الأمن القومى لمصر «سراً وعلانية»، لكن ما يعنينى هنا أن د.مرسى يتحرر من التوجه التقليدى الذى قامت عليه شعبية جماعته الإخوانية وتمثل فى دعوة الحكام «قبل الربيع العربى» إلى فتح الحدود لشباب الجماعة كى يحرروا القدس، وحين وصل الإخوان إلى الحكم إذا برئيسهم يلقى عليهم هذا الدُش البارد!
المفاجأة أنه للمرة الأولى تهاجم صحيفة الحرية والعدالة -المتحدث غير الرسمى باسم مرسى- الرئيس هجوماً عنيفاً على لسان مدير تحريرها محمد مصطفى الذى فتح النار قائلاً: «بوضوح وصراحة وشفافية قولاً واحداً، أخطأ الرئيس مرسى خطأً جسيماً وعليه أن يعتذر علانية للشعب المصرى، لا تبرير، لا دفاع، لا اختلاق أعذار، لا مسكنات، لا تفسيرات بروتوكولية!».
طبعاً سيقال إن هذا الهجوم «كده وكده» و«توزيع أدوار»، لكنه فى النهاية يظل هجوماً موثقاً، والنتيجة أننا فى النهاية أمام رئيس مرتبك داخلياً، يتطور خارجياً. يحابى جماعته حيناً ويصدمها أحياناً، يناور أمريكا ويفاوض إيران ويمتنع عن ذكر كلمة إسرائيل على لسانه ثم يُغازل رئيسها بعبارات بروتوكولية تعمد أن يتغاضى عنها!
فاصل
مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية الذى يفتتح 7 نوفمبر القادم، برئاسة الزميل الناقد الأمير أباظة وإدارة الزميل محمد قناوى، يحمل آمالاً وطموحات عريضة فى أن يكون جسراً حقيقياً يعبر عليه المصريون إلى ثقافات مختلفة بعيداً عن هيمنة السينما الأمريكية. المهمة ليست سهلة والعبء كبير، وللزميلين العزيزين كل الأمنيات بالتوفيق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة