الأنبا بسنتى

على الأرض السلام وبالناس المسرة

السبت، 07 يناير 2012 07:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحب أن أرسل لشعب مصر مسيحيين ومسلمين فى كل مكان خالص سلامى ومحبتى وتهنئتى لهم بعيد الميلاد المجيد.

جاء السيد المسيح ببشارة السلام، ولما ولد المسيح غنت الملائكة «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة «(لو14:2) .

والمسيحية تدعو إلى السلام، سلام بين الناس، وسلام بين الإنسان والله، وسلام فى أعماق النفس من الداخل.

صنع السلام وحفظ السلام وبناء السلام أمر أساسى مكتوب فى الكتاب المقدس «طوبى لصانعى السلام لأنهم يدعون أبناء الله» (متى9:5).

«أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً، ومن سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين، ومن سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده».

فقال: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.

إننا نعرف الله من خلال المحبة «الله محبة» (1يو 7:4). وثمر المحبة هو السلام والتسامح، أما العنف هو صرخة الإرهاب، والتسامح هو صرخة كل المؤمنين.، «واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا».

من قال إنه فى النور، وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن فى الظلمة، من يحب أخاه يثبت فى النور، وليس فيه عثرة، وأما من يبغض أخاه فهو فى الظلمة يسلك، ولا يعلم أين يمضى لأن الظلمة أعمت عينيه.

الأرض ما هى إلا دولة واحدة، والبشر هم مواطنوها، فكيان البشرية وسلامها لن يتحقق إلا بوحدتها.

ليجلعنا الله آلة سلامة فحيثما توجد الكراهية، نعطى المحبة لأن المحبة والسلام من ثمار الروح القدس «محبة وفرح وسلام طول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف» (غلاطية 22:5).

كيف نستطيع أن نغرس السلام فى قلب الإنسان على اعتبار أن الإنسان يسمى ميكروكوزموس العالم الصغير، ويعتبر ممثلاً لهذا العالم كله كيف نبنى الإنسان الفرد على محبة السلام، كيف نستطيع أن نجعل السلام ليس مجرد أغنية لنا فى الحديث عن هذا العالم المتسع والروابط التى تربط دوله وبلاده، وإنما كيف نوجد السلام فى قلب كل أحد، هذه الخلية الأولى التى يتركب منها المجتمع، وإذا ما صلحت هذه الخلية أمكن أن ينصلح جسم العالم كله، هل إذا صلحت الدولة صلح الفرد، أم إذا صلح الفرد صلحت الدولة، نحن كرجال دين نبدأ من الفرد وظيفتنا هى قلب كل إنسان.

نصلى إلى الله أن يحفظ العالم سالما فهو الذى قال «سلامى أترك لكم سلامى أعطيكم» (يوحنا27:14).

مصليا إلى الله أيضا أن يحفظ وطننا العزيز مصر وبلاد الشرق الأوسط لتحيا فى سلام ورخاء ومحبة فى كل مكان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة