محمد بركة

ما أحلى الرجوع إليه!

الخميس، 26 يناير 2012 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الجو شديد البرودة حين رجعنا إلى التحرير وشمس الغروب تطبع قبلتها الذهبية الأخيرة على جبين الميدان. الهتافات مدوية تبعث دفئاً لذيذاً فى أوصالك، والحناجر الملتهبة تعيد شحن بطاريتك التى علاها شىء من الصدأ:
- قول اتكلم.. السلطة لازم تتسلم!
الصديقة غادة خليل، مسؤول العلاقات الخارجية فى مبادرة «تحالف الحضارات» المنبثقة عن الأمم المتحدة، هتفت فى تلقائية مثل طفلة عثرت أخيراً على عائلتها المفقودة: «الكلام ده بينعش روحى قوى»!
وذابت على الفور فى بحر هادر من نساء مصر الثائرات اللواتى انتظمن فى مسيرة خلعن فيها رداء «الجنس الناعم» وارتدين معطف «الجنس الغاضب»...
- المشير فين.. ستات مصر أهُم!
كانت المسيرة محمية – كالعادة – بسلاسل شبابية على الجانبين من الثوار الذين أخذ أحدهم يهتف بكل ذرة من كيانه، والثائرات يرددن خلفه: لابسة صليب أو لابسة خمار... المسحولة من الثوار!
الحضور «الرجالى» كان فى المقدمة والمنتصف حيث توالت الهتافات:
- اصحى وفوق يا مشير... الثوار فى التحرير
- اصحى وفوق يا عنان.. الثوار فى الميدان
الغريب أن شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذى كان كلمة السر فى الجزء الأول من الثورة «طبعة 2011» عاد ليحظى بنفس البريق فى الجزء الثانى «طبعة 2012».
ولأن أعضاء حزب الكنبة جبهة «هما بتوع التحرير عاوزين إيه» فضلاً عن حزب الثورة المضادة فرع: «آدى اللى أخدناه من الثورة وسنينها» يصبون جام غضبهم على الموجة الجديدة من 25 يناير، رد عليهم الثوار:
- ياللى بتسأل نازلين ليه.. قول لى الثورة عملت إيه!
ولم تنس الثائرات أن يكررن الهتاف الذى وُلد فى «جمعة حرائر مصر»:
- انزلوا من بيوتكم... طنطاوى عرَّى بناتكم
كانت الأسئلة تتزاحم فى رأسى: لماذا تركنا الميدان يوم التنحى، وكيف أنستنا الفرحة العارمة أن نمسك باللحظة جيداً ونقبض عليها كما القابض على الجمر، لماذا لم نشكل مجلساً ثورياً لإدارة المرحلة الانتقالية ونوفر على الوطن سنة كاملة ضاعت هباءً، ودماءً زكية سالت دون مبرر، ومجلساً عسكرياً وضع الجيش فى مواجهة مع الثوار؟ لماذا عادت الثورة إلى نقطة الصفر، وكيف أصبح شعار الثائرين: للخلف در؟
- دى موش فرجة... دى مشاركة!
كان هذا هو الشعار الأخير الذى أفقت من شرودى عليه وقد وُلد على لسان الثوار كرد تلقائى على الأهالى الذين خرجوا من الشرفات والنوافذ فى بنايات شارع طلعت حرب «ليتفرجوا» على المظاهرة الحاشدة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى من طنطا

بتفكرونى بالموالدية

عدد الردود 0

بواسطة:

نانو

ورد الجناين

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس احمد عبد الهادى

الليبراليين فشلوا فى كل شيىء إلا فى حدف الطوب و الرغى فى التليفزيونات و كتابة مقالات فارغة

عدد الردود 0

بواسطة:

مرتضى

ماذا تقصد سيادتكم بحزب الكنبة؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة