محمد إبراهيم الدسوقى

النسر الجريح

الإثنين، 23 يناير 2012 09:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا وصف المحامى المتصيت فريد الديب، الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الذى لا يزال فى نظره رئيس مصر الشرعى، وأن محاكمته باطلة، لأنها خالفت القواعد المنصوص عليها فى الدستور وتحدد كيفية إخضاعه للمحاكمة، وأن تاريخ "النسر الجريح" ناصع البياض ولا تشوبه شائبة، وأن المذنب الحقيقى الواجب وضعه داخل قفص الاتهام، هو الشعب المصرى قليل الأصل وناكر الجميل الذى خرج ثائرا ضد مبارك ونظامه الفاسد الديكتاتورى، واتبع هواه وشيطانيه، للقيام بثورة خلعته وبهرت العالمين، إن مرافعة الديب دفاع عن مبارك تستحق وعن جدارة ضمها لصفحات كتب الغرائب والعجائب فى القرن الحادى والعشرين، فالرئيس السابق لم يكن له يد فى صفقة تصدير الغاز لإسرائيل المسئول عنها جهاز المخابرات العامة ورجله الأول المخلص حسين سالم، وأنه لم يتقاض رشاوى ولا عطايا من رجل الأعمال الهارب إلى أسبانيا ـ حسين سالم ـ، وأنه لا يجب مساءلته عن سفك دماء المصريين الأحرار وقت الثورة، وأنه لم يصدر تعليمات لوزير داخليته حبيب العادلى، بفتح نيران أسلحة قوات الشرطة عليهم، وأن المسئولية تقع على عاتق الجيش الذى انتشر فى القاهرة وغيرها من المدن التى شهدت سقوط قتلى ومصابين خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير.
الخلاصة يا سادة، أن مبارك وقت الثورة كان يرأس بلدًا غير مصر، وعلينا الاجتهاد لمعرفة البديل الذى كان يسكن القصر الرئاسى آنذاك، فالمخلوع لم يكن له صلة بقضية الغاز ولا قتل المتظاهرين، ويبدو من كلام الديب أن أجهزة المخابرات والشرطة كانت تتصرف دون الرجوع إليه أو إلى نجله جمال الذى صال وجال فى ربوع البلاد بصفته رئيسا غير معلن ينتظر اللحظة المناسبة للوثوب على كرسى السلطة خلفا لوالده العجوز، ما هذا العبث والاستخفاف بعقولنا، فالطفل الأغر محدود الذكاء لا يمكنه القبول بهذا المنطق العقيم لتبرئة مبارك من دم المصريين الذين ضاقوا ذرعا بحكمه وبفساده وحاشيته المتحكمة فى مفاصل الوطن تفعل بها كيفما اشتهت.
وإذا كان الأستاذ الديب يبحث عمن جرح نسره الحزين الطيار فإن حسنى مبارك شخصيا الذى تغاضى عن الفساد والاحتكار والقمع البوليسى وأطلق العنان للأجهزة الأمنية تقتل وتعذب الأبرياء، للمحافظة على المقعد الرئاسى لابنه المدلل واستخف بالمعارضة ولم يكن ينصت سوى لصوت المنتفعين من حوله الذين نهبوا خير مصر، وليحاسب المحامى الشهير موكله عن ضياع هيبة ومكانة بلد بتاريخ وحضارة مصر وخنوعه أمام الولايات المتحدة وإسرائيل، ومعاملته الوطن الذى أقسم على حمايته والمحافظة على نظامه الجمهورى كضيعة خاصة يورثها لمن يختار من أبنائه وتوزيع خيراته على الملتفين من حول وريثه، مرافعة الديب التى استفزت الجميع تبين لنا وجوب محاكمة مبارك وأركان نظامه سياسيا وليس جنائيا، فما أسهل التلاعب بالقوانين واستغلال ثغراتها التى تخصص ترزية عهده فى وضعها لتكون مخرجا آمنا للذين سرقونا وسحلونا بلا حياء، وأملى أن يقتطع الديب بعضا من وقته لاستعراض صور الشهداء فى ميدان التحرير والسويس والإسكندرية، ويستمع إلى أهات الأمهات الثكلى اللائى يفتقدن فلذات أكبادهن، ليعرف من طعنهم وأفقدهم أعز ما يملكون من حطام الدنيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماء السوقىa

محامى ترزى

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم عبد العزيز المحامي

ان شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

محامى حر

علية العوض ومنه العوض

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماء الدسوقى

الى رقم 2

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة